عبده الأسمري
النسيان أنواع.. فمنه العفوي والبريء وبعضه المحبوك والمخطط له وفيه ما يكون تناقض بشري للتبرير والإسقاط، وقد يخالطه الخذلان كنتيجة متواءمة أو فرضية مؤكدة في بعض الأحيان تحت وطأة التقاعس أو التخاذل، اكتب مقالي وفي عقلي مجموعة من المطالب المجتمعية التي طالها النسيان ورماها خارج أسوار الإنسانية ملوحا بتناقض عجيب بين الواقع والمفترض ونقيض أعجب بين العرفان والنكران.
عندما يطال النسيان الجوانب الإنسانية تتشكل لوحة قاتمة من السوء يتقمصه أشخاص يرون أن التأجيل أو التعطيل عذرا شافعا أو تبريرا نافعا في ظل مسلمات يفرضها المنطق وضروريات يؤكدها الاحتياج..
مرضى التصلب اللويحي يجهزون كل أسبوع هاشتاق بمطالبهم عبر تويتر ويلاحقون أصحاب الحسابات الكبيرة وبعض الإنسانيين وثلة من المثقفين ليرفعوا احتياجاتهم الملحة التي لا يزالون يطاردونها في ظل إمكانيات شبه معدومة ومنغصات متواصلة من جهات الاختصاص طبيا واجتماعيا ونفسيا ومؤجلات تضج بها مكاتب المسؤولين.. من المخجل حقا ان يحاصرهم الألم والاستجداء في ظل نسيان وخذلان لمطالبهم التي تعد أقل حقوقهم وهي في ذمة كل مسؤول مؤتمن على توفيرها لهم.
طلبات بالمئات لعلاج ذوي وذوات احتياجات خاصة بالخارج ما بين أطفال وشباب وفتيات وكبار سن لا يزالون على قائمة الانتظار.
أرقام الأسر المشمولة من الجمعيات الخيرية في ازدياد ولكن الصرف والدعم يتم بطريقة عشوائية في بعض الجمعيات.. هنالك أسر تتهم بالكذب وهي محتاجة وأخرى تدان بالباطل فيما هي أسيرة الفاقة، والأكثر يطالها النسيان والخذلان بعد إخضاعهم لزيارات وبحث اجتماعي طويل يتحول معظمة إلى «جلسات تحقيق» و»مراحل استدعاء» ويطاله الاستجداء وقد تكون الحصيلة «أغذية ومؤونه» لا تكفي أسبوعا تصاحبها «المنة» فيما مباني الجمعيات ومكاتبها وحفلات الاستقبال تستهلك ربع أو ثلث الميزانيات فأين الإنسانية ولماذا كل هذا النكران.
ملف البطالة والسعودة مكتظ بالنسيان والخذلان والنكران تنقصه الموضوعية والشفافية والإنسانية التي يجب أن تحضر لمواساة شباب وفتيات يتراصون على الطرقات لبيع «الوجبات» تحت حرارة الشمس والرياح فيما هنالك وافدون يديرون مواقع السعودة من عمق الباطن وآخرون يعملون في وظائف قيادية وإدارية وجزء ارتدى «الشماغ والثوب» حتى يكون عنوانا وهميا ووجها للنسيان المفتعل، وما خفي كان أعظم من «الوهم والتلاعب»
النسيان المغلف بالتخطيط وتمرير الباطل فساد «خفي» وعندما تغادر الإنسانية طاولات صناعة القرار وتبتعد عن قلوب الوزراء وصناع القرار أيا كانت مسؤولياتهم فهذه سلبيات وتعقيدات ومحبطات تعيق التنمية الإنسانية والوطنية والحياتية .
نحتاج إلى محو «النسيان « من قاموس عتيق بالخذلان تجاهل الإنسانية وتغافل المنطقية والأجدى تمزيقه بأكمله وإعادة ترتيب التعاملات والمعاملات وصولا إلى تحقيق أهداف ورؤية هذا الوطن العظيم.