الجوير، عبدالعزيز بن سعد، من تاريخ السلمية، 1438هـ.
الباحث الجوير قائد مدرسة منطقة الخرج عرفته متميزاً في عمله الأكاديمي، قدم للمكتبة السعودية كتابه السلمية محاولاً من خلاله تسليط الضوء على هذه البلدة الوادعة الخضراء الحبيبة إلى قلوب أبناءها وأهلها، وكما عهدته قائداً جاداً متميزاً، ووجدته باحثاً متطلعاً لتقديم كل ما هو مفيد وجديد لخدمة الباحثين في التاريخ السعودي بصفة عامة وتاريخ بلدة السلمية بصفة خاصة.
يقع الكتاب في 312 صفحة من المقاس المتوسط، ويحتوي على مقدمة، وخمسة فصول، وخاتمة، وقائمة بالمصادر والمراجع، وعدد من الصور التوضيحية للبلدة.
تناول الباحث في مقدمة كتابه بلدة السلمية والتي تعد من بلدان محافظة الخرج، تعيش في عصر نماء وازدهار في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، كما بين في المقدمة منهجيته في الكتاب وتقسيمه في عدد من الفصول، كما ذيل مقدمته بشكر من أسدى له معروفاً في جمع وإعداد منهجية هذا الكتاب.
تحدث الباحث في الفصل الأول عن موقع السلمية، وتاريخها من قبل الإسلام إلى قيام الدولة السعودية. وكان الحديث عن أحياء السلمية، ومراحل تطورها، والأسر التي سكنتها. كما تحدث عن تاريخ الإمارة في السلمية، رافقه سرد لأسماء الأمراء الذين تولوا إمارة السلمية منذ قيام الدولة السعودية الأولى وحتى هذا اليوم. وذكر أسماء الأسر التي استقرت في السلمية ومساكنها والأزمات التي مرت بها البلدة من نكبات طبيعية أشارت إليها المصادر المحلية.
في الفصل الثاني تناول الباحث بلدة السلمية في عهد الدولة السعودية الأولى 1157هـ إلى 1233هـ متحدثاً عن قيام الدولة السعودية الأولى، وحكامها، وعن انضمامها للسلمية إلى حوزة الدولة وختم الفصل بسقوط الدولة السعودية عام 1233هـ، 1818م على يد القوات العثمانية المصرية.
تناول الباحث في الفصل الثالث السلمية في عهد الدولة السعودية الثانية 1234هـ إلى 1308هـ متحدثاً عن مقدمات تأسيس الدولة السعودية الثانية، وكيف كانت السلمية هي نقطة تحرك لجيش الإمام فيصل بن تركي آل سعود لقتال القوات العثمانية المصرية بقيادة خورشيد باشا، ثم تولى خالد بن سعود ومن بعده عبدالله بن ثنيان، وثم تكلم عن عودة الإمام فيصل بن تركي إلى دفة الحكم، وتكلم عن دور السلمية في تلك الفترة.
الفصل الرابع: كان الحديث عن السلمية في الدور الثالث من أدوار الحكم السعودي في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود 1319هـ ثم الملك سعود ثم الملك فيصل بن عبدالعزيز ثم الملك خالد، والملك فهد، والملك عبدالله، وأخيراً عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز - أمد الله في عمره - متحدثاً عن اسهامات كل ملك بخدمة الوطن، وما قاموا به من أجل أمتهم.
في الفصل الخامس: تحدث الباحث عن الحياة والسكان في السلمية مبتدئاً الحديث عن آثار السلمية وآثارها وأهمها عين فرزان، وقصر الشيوخ (الشونه) وقد بني في عهد الإمام سعود بن عبدالعزيز في عهد الدولة السعودية الأولى، وكذلك عين عرهه، وعين سميح، وعين العدامه، وأبرق فرزان، وقلعة الكوت، ثم تحدث بعد ذلك عن الحياة العلمية والثقافية في السلمية متحدثاً عن مساجد السلمية وعن الكتاتيب في البلدة، وأشهر علماء السلمية، ثم نشأة المدارس النظامية في البلدة سواءً للبنين أو البنات. وكان أول تعليم نظامي للبنات في عام 1387هـ حيث شهد تأسست المدرسة الأولى الابتدائية للبنات بالسلمية، وكان عدد فصولها ثلاثة فصول دراسية، تلا ذلك افتتاح المرحلة المتوسطة والثانوية.
أفرد المؤلف لشعراء السلمية مبحثاً خاصاً، حيث عرفت السلمية منذ القدم بالشعراء الأكفاء الذين ظهر شعرهم في المواقف التاريخية. ومن أهمهم محمد بن عبدالله بن عثيمين، والشاعر عبدالله الحميد، والشاعر مبارك بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز الجوير، والشاعر عبدالله بن سليمان اليحيى وغيرهم.
كذلك تكلم عن النشاط الزراعي في السلمية، والمنتجات الزراعية، وكذلك معدات الزراعة وكذلك الصناعات الزراعية ومن أبرزها: صناعة تجفيف التمور وحفظها، ثم تكلم عن رعي الغنم من بعدها التجارة في بلدة السلمية والتي كانت داخل السلمية ثم توسعت حركة التجارة مع تطور حركة النقل في المملكة العربية السعودية. بعد ذلك تحدث عن أهم مظاهر الحياة الاجتماعية في بلدة السلمية، والمناسبات الاجتماعية ومن أهمها: العشر الأواخر من رمضان، والأعياد، ومناسبات الزواج، غيرها من المناسبات الاجتماعية.
قدم الباحث الجوير مشكوراً كتابه (السلمية في العهد السعودي) للمكتبة السعودية موضحاً وبولائه لبلدته السلمية أهميتها وولائها للدولة السعودية في أدوارها الثلاث، وإسهامات أهلها في خدمة الدولة السعودية وما تم تقديمه لهم.
ومن خلال وراق الجزيرة أسدي له الشكر على هذا السفر التاريخي راجيةً أن نتطلع في القريب العاجل على مؤلفات أخرى له.
** **
د. مريم بنت خلف بن شديد العتيبي - جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز