استعرضت وثيقة رؤية المملكة 2030 م واقع وحال مؤسسات العمل الخيري والاجتماعي غير الربحي حيث بلغ عدد المتطوعين أحد عشر ألف متطوع سنوياً ويقابله أقل من 1000 مؤسسة خيرية، ولا سيما بأن بعضاً منها لا يؤدي النشاطات والبرامج المأمولة المنسجمة مع احتياج المجتمع السعودي، وهو ما أدى إلى أن يكون هناك بعض الخطوات والإجراءات التصحيحية لدى هذا القطاع الهام، حيث سيتم مراجعة أنظمة وإجراءات القطاع الخيري وتسهيل إجراءات تأسيس الجمعيات وتشجيع المتطوعين ببعض الحوافز المرتبطة بالوظائف أو الخدمات، وتخصيص الدعم للبرامج ذات الأثر الاجتماعي، بالإضافة إلى الوصول إلى مليون متطوع سنوياً بحلول عام 2030م.
هناك مفارقة قد نسميها اجتماعية أو نفسية تختلف بين قدرات وإمكانات بعض الأفراد، فهناك من تحدد الوظيفة الحكومية مقدار عطائه وتواجده بسن التقاعد، وهناك من تأبى همته ونفسه أن تجعل الآخرين يحددون حياته بما يملكه من مخزون معرفي وعطاء علمي متدفق، الأستاذ الدكتور علي النملة وزير الشئون الاجتماعية الأسبق، استهل زيارته لمنطقة عسير بمحاضرة بعنوان «عودة إلى مفهوم التطوع» ضمن فعاليات خيمة أبها، ولأنه الوزير والخبير بالعمل الاجتماعي ومؤلف الكتاب المتميز من حيث الشمول والعمق «العمل الاجتماعي والخيري في منطقة الخليج العربية» لم يفوت فرصة الوقوف على بعض الجمعيات والمراكز الاجتماعية التنموية استجابة للدعوة التي تلقاها من الأستاذ محمد العاصمي المستشار بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، فقد اطلع على كل من (لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بقرى آل عاصمي - جمعية البر الخيرية بطبب «ربيعة ورفيدة «- لجنة التنمية الأهلية بطبب «ربيعة ورفيدة» - والمركز الاجتماعي بقرى تيهان).
يغفل الكثير عن «المجال الفكري» ويعد أحد أنواع العطاءات التطوعية وهو ما مثلته هذه الزيارة الموفقة لتصحيح مفاهيم وتطوير آليات وتحسين أداء وتشجيع العاملين فيه، ولا شك بأن العمل الخيري يتطلب ويحتاج لمزيد من الدعم والمؤازرة والاهتمام من قبل جميع أفراد المجتمع، ولاسيما أن رؤية 2030م أكدت على ذلك في المحور الثالث (وطن طموح / مواطنُه مسؤول) فقد ربطت واشترطت أن توجيه الدعم الحكومي سيكون مخصص للبرامج ذات الأثر والعائد الاجتماعي، وهو ما سيدفع القائمين والمنشغلين بالعمل الخيري للتميز في إعداد البرامج التطوعية، ولعل استخدام مؤشرSWOT المخصص والموجه «لدراسة الواقع» سيساهم في بناء المستقبل الخيري والتطوعي لأي مركز أو جمعية.
** **
- المنطقة الشرقية