عبد الله باخشوين
اعتاد العالم أن يرى في المملكة العربية السعودية بحقد دفين أنها «شنطة» كبيرة جداً مليئة بالمال.. لا ينفق منه إلا القليل على مشروعات خدمية أساسية كإنشاء الطرق والمطارات وتطوير الحرمين الشريفين والتعليم والموظفين والعسكر وما إلى ذلك من خدمات تضمن بقاء المملكة تراوح مكانها ولا تتقدم وتتطور، لتصل طموحها لمواكبة العالم «المتقدم».. ولا تتراجع عن «تخلفها» لتكون بذلك أسفل درجات سلم التطور.. ويبقى فائض ثرواتها ليقدم كهبات للآخرين.
ربما يكون هذا الذي تقدم هو مجرد تفسير لعبارة معالي وزير الخارجية عادل الجبير في «المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.. والتي قال فيها:
- إن العالم ليس معتاداً أن يرى المملكة تسير بسرعة وجرأة.. وكان هناك من ينتقد المملكة لأنها تسير ببطء.. واليوم يحدث العكس.
ففي هذا الكلام مدخل مناسب لرحلة ولي العهد محمد بن سلمان.. ليس في المملكة.. ولكن بـ»المملكة».. هذه البلاد كلها التي ألقى بحملها الثقيل على كتفيه ونهض.
نهض فيها وبها ومعها.. لينطلق بسرعة الصاروخ حاملاً شبابها وأحلام شبابها.. ليعيد وضع بلاده في المكان الصحيح الذي يتناسب مع إمكاناتها وثرواتها وقدراتها وطموحاتها أيضاً.. وهي رحلة قال عنها ما معناه:
- لأن عمر الإنسان قصير.. استعجل النهوض ببلادي وإنسانها.. أريد أن أحقق لبلادي «كل شيء».. لكن ليس كمجرد أحلام.. لكنى أريد الإنجاز يتحقق وأنا على قيد الحياة.. أريد أن أرى نهضتها ورقيها وأحلامي لها تنجز وتضع بلادي في المكان الذي يليق بها بين دول العالم المتقدم.
طبعاً.. محمد بن سلمان.. كان يعرف أن دول العالم التي نهضت لم ينهض بها اللصوص والفاسدون والمرتشون.. وأن أول ما يجب أن يقوم به.. وقد رأى أحلاماً كثيرة على الورق وبقيت على الورق وطارت أموالها لجيوب الفاسدين - كخطوة أولى وأساسية أن ينسف هرم الفساد من «قمته» لتصبح أولى خطوات النهضة في مسارها الصحيح.
لأن المشكلة تكمن في «تضخم» الطبقة التي بنت أخلاقياتها على «تحليل» الاستيلاء على «مال الدولة.. وفق قاعدة بسيطة تقول إنه ليس ملكاً «شخصياً» لأحد «ما».
يمكن أن يطالب به.. وليس «مال» أحد «ما» يمكن أن يحاسب من استولى عليه «رب العالمين» جلت قدرته.
محمد بن سلمان نقض القاعدة بتأكيده أن «مال الدولة» هو ملك كل أبنائها.. ويجب أن يستمر لعمل كل ما يخدم بلادهم ويحقق نهضتها ورقيها.. وليكن ذلك بسرعة أكبر من سرعة الصاروخ.. إن أمكن.