العنود محمد الحوشان
قبل أن يكون التعليم مهنة هو رسالة وأمانة ينال عليها المرء شرف أن الله عز وجل وملائكته يصلون على معلم الناس الخير. عن أبي أمامة الباهلي قال: ((ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان: أحدهما عابد، والآخر عالم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير)).
الخصال التي من الواجب ان يتحلى بها المعلم الرأفة والرحمة، الرفق واللين، حب اليسر والاهتمام بالمتعلم والحرص عليه وبذل العلم والخير في كل وقت، فعندما يحتوي المعلم طلابه يصبح من السهل التعامل معهم، ويتقبلون منه، مصداقاً لقوله تعالى: (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ).
التعليم لا يقتصر على نقل المعرفة من الكبار إلى الصغار، على المعلم أن يختار الطريقة المناسبة، والتي تأخذ وقتاً أقل وتنقل معلومات أكثر، فلا مانع من أن يعلم الطلاب أنفسهم (التعلم الذاتي) أو يستعين بأصدقائه (تعليم الأقران) فقد يتقبل المعلومة من الزميل بأسلوبه السهل البسيط، المعلم لابد أن يكون أكثر مرونة أكثر اطلاعا ساعيا لتنمية المهنية لنفسه ومطورا لقدراته، فالبقاء دون تطوير لن يفيد مع تطور التعليم، في هذه الفترة بالتعليم كان للتقنية الحديثة دور كبير في نقل المعرفة، فيمكن للمعلم أن يضع أمام الطالب مصدرا للمعرفة، إما كتب أو موسوعات أو شبكة الإنترنت ويبحث هو بنفسه، يزيد من ثقته ويرتفع معدل انتاجه ويصبح هذا الطالب الذي كان بالأمس متلقيا أصبح عضوا فعالا مبدعا يطرح الأفكار الجديدة ويعطي المقترحات المفيدة ويجرب بلا تردد، يشعر بقيمته، ويشعر بأهمية العلم الذي اكتسبه بجهوده، فالمعلم لم يعد هو المصدر الوحيد للمعرفة، ومن هنا يمكننا تحقيق رؤية مملكتنا الحبيبة في تطوير التعليم وتشجيع الابتكار، فعندما لا يكون الطالب مقيداً بأسلوب معين أو بطريقة محددة فهو يطلق العنان لنفسه فيبدع وينتج أشياء لم يكن قادراً على التفكير بها، وهو فقط متلق للمعلومة ولكن عندما يشعر بقيمة البحث والاستقصاء ينمو لديه حب المعرفة ويعطي وينتج ليصل لأفضل مستويات النجاح.
المعلم قدوة طلابه فلا يتعلمون منه معلومات سطرت في كتاب بل تجاوز الأمر أكثر من ذلك فهو قدوة بالأخلاق والتعامل، والعطاء والبذل وحب الخير للغير.