صيغة الشمري
مع الفوضى العارمة التي تسببت بها وسائل التواصل الاجتماعي أصبح المحتوى الإعلامي رديئاً لدرجة لا يمكن تصديقها حتى استطاع السطحيون والذين ليس لديهم أدنى مسؤولية اجتماعية يضربون أطنابهم في أراضي العرابين ورواد المجتمع مما تسبب في انجرافهم خلفهم تحت وطأة الجماهيرية الساحقة التي يحققها الفارغون على حساب الرواد، لم يترك المسؤولون عن المجتمع طريقة إلا وطرقوها للحد من تفشي تنفذ سطحيي التواصل الاجتماعي ولكن يبدو أنهم فشلوا فشلاً ذريعاً في ذلك مما تسبب في انفلات عقال إبل المحتوى حتى طفقت تتخبط يمنة ويسرة خبط عشواء، أكثر الضرر الذي حدث هو انفلات الضوابط والمسؤوليات التي كان يتحلى بها الإعلاميون والمثقفون الذين كانوا يقودون المشهد الإعلامي وتعول عليهم الكثير من الآمال والأحلام في قيادة المجتمع نحو واقع متحضر افضل، فبدل أن تبقى المعادلة الإعلامية الأهم التي كان يتعامل بها الإعلاميون أصحاب الأهداف النبيلة نحو مجتمعاتهم التي تنص على أنه ليس كل ما يعرف يقال انقلبت المعادلة إلى كل ما يعرف يقال حتى خلطوا الحابل بالنابل فازدادت الفوضى الأصلية إلى فوضى جديدة تضاف لما كنا نعانيه من فوضى المحتوى التي ضربتها وسائل التواصل الاجتماعي في مقتل، في كل أنحاء العالم ليس كل ما يعرف يقال، وبالذات فيما يخص الإعلام الذي يقود الأمم نحو نهضتها وتقدمها ويحمي المجتمعات من فساد الفاسدين، كان هذا الإعلام حكيماً وطويل نفس وبعيد نظر، فأصبح مراهقاً يهذي بكل كلمة تقع على لسانه دون أن يفكر بعواقبها، كلمة يقولها إعلامي قد تحدث شرخاً اجتماعياً لا يمكن برؤه، أو معالجته إلا بالكثير من الثمن الباهظ الذي قد لا يمكن دفعه في سنوات، في أكثر دول العالم تطوراً وتقدماً وحرية ليس للإعلامي أن يقول كل ما يعرفه حتى لا يحدث الفوضى والتحريض لأن هناك من المعلومات التي لا يمكن طرحها أمام العوام بدون أدنى إحساس بمدى تدميرها وخطورتها، ولكن الإعلامي الحقيقي يتروى كما يليق بأخلاق العاقل والحكيم والإنسان بشكل عام، لذلك يجب أن نعذر المسؤولين عن أمن المجتمع والوطن عندما يتدخلون للحد من عبث الإعلاميين فاقدي الإحساس بالمسؤولية!