في رحلة البحث عن أرض أو فله لتكون قبر الدنيا كما تسميها والدتي - حفظها الله - وهو منزل العمر، قابلت الكثير من العاملين في المكاتب العقارية. الكثير من الوافدين العاملين في تلك المكاتب العقارية خصوصاً شمال الرياض، والذي يعج بشكل كبير بالمكاتب العقارية التي تعرض العقار، ممثلاً بأراضي بيع أو فلل أو حتى شقق جاهزة للتملك شمال الرياض، وأعني بذلك مخطط العارض الذي يقع شمال طريق الملك سلمان، ممثلاً أيضاً بأحياء الأجيال النرجس القصور الأمانة وغيره من الأحياء الجديدة. وهو ما يُطلق عليه حالياً الرياض الجديدة. حيث التخطيط والزفلتة والتطوير لتلك المخططات الجديدة. بالعودة لبداية حديثي عن المكاتب العقارية، ومن خلال التعامل مع الوافدين العاملين فيها، انتابني شعور غريب يتمثل بالتالي: صراع رهيب بين تلك العمالة من مختلف الجنسيات ينبع ذلك الصراع وسببه السعي الذي يبحث عنه أولئك العاملون في المكاتب العقارية. وللأمانة أقولها بحرقة قلب حصل أمام عيني مد أيدي بين عامل وآخر بسبب السعي كلٌ يطمح للحصول على ذلك المبلغ من المشتري، كما هو متعارف عليه في البيع والشراء. تلك العقارات لا تقل قيمتها عن نصف مليون ريال إذا كانت أرضاً، ومليون ونصف المليون إذا كانت فله جاهزة للبيع. هل يتخيل شبابنا مدى الفائدة التي تستحصل من تلك المبالغ كسعي. إذا كان عرفاً السعي اثنين ونصف بالمئة، يكون سعي نصف المليون المبلغ الذي يمكن الحصول عليه كسعي كما ذكرت اثنا عشر ألفاً وخمسمائة ريال. المليون فائدته خمسة وعشرون ألف ريال. مبالغ هائلة لا يفكر فيها شبابنا للأسف ولا يريد الحصول عليها يا ترى ما السبب. لا أخفيكم إن الموضوع يحتاج إلى جهد مضنٍ وصراع وبحث وتحرٍّ عن العقار المطلوب للمشتري الباحث عن أرض أو فله، ولكني على يقين أن تلك المكاسب من خلف تلك الجهود بركتها أكثر بكثير من غيرها كما قيل تسعة أعشار الرزق في البيع والشراء. من هذا المنطلق الرسالة أوجهها هنا لشبابنا وسواعدنا ومستقبل بلدنا المملكة العربية السعودية بدخول هذا المجال من العمل. وهو والله فيه خير كثير وبلدنا تزخر بفرص عمل كثيرة بعيداً عن الكسل وانتظار وظيفة. أنا على يقين تام من خلال ما رأيته وشاهدته بأم عيني أن الموظف حتى لو دخل هذا المجال سيستغني عن عمله ووظيفته، لما سيجده من خير خلف السمسرة في العقار وتحصيل مبالغ طائلة قد تفوق راتبه الذي يتقاضاه من خلف عمله. الرسالةلأخرى موجهة لوزير العمل الدكتور علي الغفيص بضرورة توطين مكاتب العقار وسرعة إصدار قرار بخصوص هذا الموضوع، ليكون ذلك دافعاً ومحفزاً لشبابنا للخوض في غمار وبحر العقار والكسب الحلال المبارك من خلفه.