سعد الدوسري
من الطبيعي أن تتحفظ من التحقت ببرنامج تعليمي، وحصلت منه على شهادة رسمية أهّلتها للعمل، على بعض جوانب هذا البرنامج، وأن تطالب بإصلاحها. لكن أن تهاجم البرنامج بالكامل، وتهاجم من وضعه، فهذا أمر مستغرب. هذا ما يحصل تماماً، مع أولئك اللواتي يرفضن أن تتطور بيئة تعليم وتأهيل وتدريب وعمل المرأة، في حين أنهن يشغلن مناصب مهمة في مؤسسات حكومية، ويحظين بنمط معيشة متطور، وبيئة حياة مرفهة. وكأن ما هو حلال لهم، حرام على نساء بلادهن!
إن وجود مثل هؤلاء المتناقضات، هو ما جعل الآخر ينظر لنا نظرة تحمل الاستغراب، فهو يرانا نتطور، ويسمع من بعض نسائنا كلاماً ضد التطور، وضد الحياة الطبيعية حتى! لذلك جاء كلام ريما بنت بندر، وكيل رئيس الهيئة العامة للرياضة، في جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس»، حاملاً مرارة واضحة. فهي تقول: «طلبتم منا التغيير، وعندما بدأنا التغيير، تُصرون على استخدام كلمة (لكن) عند الإشارة إلى ما يحدث في المملكة؟!»
إنَّ ما يجعل الغرب والشرق، ينظرون لنا هذه النظرة التشكيكية، هو وجود هذا التناقض الواضح، في تركيبة التمثيل الرسمي لنا، والذي يتيح للأمزجة الشخصية، أن تطفو على السطح، وتهدم ما بنيناه.