د. خيرية السقاف
ما زال يأخذني حسن ظني بالذين هجروا الجمال:
الذين فتحوا الطريق للطمي..
الذين لوثوا صدر الطبيعة بأدخنة الكير..
الذين شطروا الآذان بطبول النفاق..
الذين خدشوا الأنظار بشقوق الأزياء..
الذين طمسوا الضوء في التيار..
الذين غرروا بالشذى في البكور..
الذين استدرجوا الزهر للكمين..
الذين شنقوا القصيدة يوم عرسها..
الذين أصاخوا عن الناي في موال الحياة..
الذين أغمضوا عن النهر في مدى اليباب..
الذين صفقوا للنشاز في فورة الغوغاء..
الذين قبروا البراءة في مهد الضمير..
الذين أغمضوا عن التفاح في فيضة الجوع..
الذين حنقوا الرئات عن زفر الآلام..
الذين قتلوا الشرانق في نبوءات الحرير..
الذين أشغلوا الأبجدية في غوغاء الغايات..
الذين ينحازون للذات في محورها..
ما زال حسن ظني بهم أن يعودوا للجمال!!...