فهد بن جليد
إذا ما أرادت وزارة الصحة تطبيق معايير إضافية للجودة - أقول ذلك لثقتي بالوزير المجدد الدكتور توفيق الربيعة-، فإنَّني أقترح عليها فتح نافذة لتقييم الطبيب المُعالج من قبل المريض مُتلقي العلاج بعد انتهاء الزيارة مُباشرة لمعرفة انطباعه, ومدى نجاح الطبيب في التعامل معه بشكل مُبسَّط وشرح حالته وخطوات العلاج المُقترحة له, حتى يجد الجمهور منصة إلكترونية ولو عبر جهاز اللمس (خارج الغرفة) للتعبير من خلالها عن رأيه وانطباعه ومدى رضاه, ممَّا يُسهم في الرقي بالخدمة المُقدمة بشكل أفضل.
صمت الأطباء قاتل وقد يُسبِّب مُضاعفات نفسية عند المرضى, هذا التشخيص لا يمكن أن تجده في العيادة، فاكتفاء الطبيب بسماع شكوى المريض والتمتمة مع كل كلمة والإيماء بالرأس وربما بحلقة الطبيب بعيونه في وجه المريض مع رفع حاجب وخفض آخر، ثم تناول القلم وكتابة الوصفة على (ورقة الروشته) أو عبر جهاز الكمبيوتر في حال كان المُستشفى مُجهزاً، والاكتفاء بكلمات قليلة لا تجيب على كل التساؤلات التي تدور في ذهن المريض ومرافقيه، خطوة غير موفقة لا تُساعد في العلاج الناجح إطلاقاً، وهي تخالف تعليمات وزارة الصحة، كمُمَارسة ظاهرة ومقلقة نُشاهدها في مُستشفياتنا بشكل ملحوظ.
إصرَار الطبيب المُعالج على التزام الصمت عند تشخيص حالة المريض, دون إشراك الأخير أو مُرافقيه بالوضع الصحي وتطوراته، و مراحل البرنامج العلاجي أمر مُستفز للغاية ويزيد من حالة التيه التي يعيشها المرضى، وربما أعطى مؤشراً خاطئاً عن الثقة في قدرة الطبيب، وكأنَّ خطوات العلاج سرية لا يجب الاطلاع عليها, وهذا لا نراه ظاهراً في مستشفيات القطاع الخاص التي تلتزم بإفهام المرضى بخطوات العلاج ومراحله - ربما لأن المريض سيدفع الثمن - بينما يستجدي مراجعو المستشفيات الحكومية صوت الأطباء - على الأقل كما نُشاهد ونلمس - وعلى الوزارة القيام بدراسة ومسح ميداني للوقوف على صحة ذلك، مع تقديري بكل تأكيد لما يواجهه الأطباء من ازدحام وإلحاح وتطفل من بعض المرضى ومرافقيهم، وكثرة أسئلتهم في حالات وتجارب عديدة، وعدم فهمهم واستيعابهم لبعض خطوات العلاج وضرورتها، وأنَّ الطبيب سيُضيع وقته لو شرح لكل مريض تفاصيل الخطوات التي سيقوم بها، لذا نحن لا نُطالب بالتفاصيل الطبية الدقيقية، بقدر بحثنا عن العناوين العريضة للحالة، وخطة العلاج وتطوراتها، وتحمل المريض وإجابته على أي سؤال بشكل كامل، وهذا من حق المُراجع والمريض الذي كفلها له النظام.
لا يمكن تحمُّل تلك الحالة التي وصل لها صمت بعض الأطباء في مستشفياتنا, مما يتطلب تدخل الوزارة لإنصاف المرضى ومنحهم هذا الحق، ولو عبر لافتة تعلق أمام العيادة تؤكد أنَّ من حق المريض الحصول على إجابة لكل سؤال حول حالته وطرق العلاج المُقترحة - أسوة بما هو معمول به في القطاع الخاص -.
وعلى دروب الخير نلتقي.