حميد بن عوض العنزي
تقول الهيئة العامة للزكاة والدخل انها منذ تطبيق ضريبة القيمة المضافة في الأول من يناير الجاري، حتى الآن سجلت نحو 800 محضر مخالفة لمنشآت من اصل 102 الف محل مسجل على مستوى المملكة، لعدم التزامها بتطبيق الضريبة، وقيام بعض المحلات بإصدار فواتير ضريبية لا تحتوي على المتطلبات النظامية لأغراض ضريبة القيمة المضافة، وقيام محلات أخرى بإضافة إلى زيادة نسبة الضريبة عن 5 في المائة، وعدم احتساب النسبة الصفرية للسلع الخاضعة لنسبة الصفر وفرض ضريبة 5 في المائة عليها.
** والحقيقة أن هذا الرقم البسيط جدا يدل على واحد من احتمالين: الأول ان المنشآت التزمت بالتعليمات وبالتالي لم يرصد مراقبو الهيئة إلا هذا العدد البسيط، والاحتمال الثاني أن أسواقنا واسعة جدا وبالتالي لا يمكن لعين الرقيب ان تحيط بها وتحتاج الى جيوش من المراقبين، وان كنت ارجح الاحتمال الأخير، لأن الجميع لمس مع بداية التطبيق أن هناك آلاف المحلات الصغيرة بدأت تحسب القيمة بشكل عشوائي.
يقول أحد الأقارب إنه دخل احد المحلات وعند المحاسبة أضاف صاحب المحل الضريبة، يقول دفعت له المبلغ وادخله في الصندوق دون ان يسلمني فاتورة وعندما طلبت منه فاتورة توجه الى جهاز اخر بجانبه ثم طبع الفاتورة مما يحتمل ان لديه جهازين الأول غير مربوط بنظام الضريبة والأخر مربوط.
** ولسنا بصدد انتقاد الهيئة على قلة تسجيل المخالفات لاستحالة ان يغطي مراقبيها جميع أسواق ومحلات المملكة، وهنا تكمن أهمية وعي المواطن ودوره في حماية نفسه من الغش وتسجيل موقف من خلال الإبلاغ، وأعتقد أن استقبال تطبيق ضريبة القيمة المضافة نحو 75 ألف بلاغ أمر مشجع، ويبقى أهمية التجاوب مع تلك البلاغات من قبل الجهات المختصة، لان المواطن إذا لم يلمس تجاوبا مع مرور الوقت سيتراخى في تسجيل البلاغ، وبذلك ينتصر الغشاشون.