د. علي بن فايز الجحني
اتفق في عام 1997م كل من النظام الإيراني وبن لادن وحزب الله على توحيد منظماتهم الإرهابية تحت لواء واحد مشترك، وبالفعل تم تنفيذ عمليات إرهابية مشتركة بما فيها غرفة عمليات تنفيذ اعتداءات 11 سبتمبر كما ورد ذلك في وثائق الاستخبارات الأمريكية (جريدة الرياض العدد (17651) في 20-1-1438هـ- ص 10)، وهناك معسكرات تدريب للإرهابيين في إيران مثل معسكر «رشب» ومعسكر «بهشت» ومعسكر في محافظة خرسان، ومعسكر «كرج» وها هي «داعش» تحظى برعاية إيران ودعمها، وجاء الاعتراف على لسان الناطق الرسمي باسم «داعش» أبو محمد العدناني بأن عليهم الابتعاد عن استهداف إيران امتثالاً لأوامر القاعدة، وقال إن داعش خرج من رحم القاعدة، ولذلك لم تضرب داعش إيران منذ نشأتها.
والحق أنَّ الإرهاب بشكله الحالي في الشرق الأوسط يتغذى من إيران ويستمد استمراريته وبقائه من خلال ما تصدره «إيران» من أفكار دموية, وأيديولوجية ترتكز على العنف والطائفية وعلى زرع أذرعة لها وأذناب في المنطقة، زيادة على توظيف أموالٍ طائلة لخلط الأوراق وفي الفترة السابقة فإن ذلك تزامن مع وجود الرئيس السابق «أوباما» الذي تناسى أو تجاهل كون إيران الصانع الحقيقي للإرهاب في العالم, وأنه لولا تدخلات النظام الإيراني, لكانت المنطقة أفضل حالاً مما هي عليه الآن.
تحتل إيران الجزر الإماراتية الثلاث: (طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى)، والأحواز, وما زالت تحرك أدواتها وميليشياتها في عدة دول، وهو ما يشكل دلائل واضحة على ضلوعها في الإرهاب, وهو ما يقتضي من أحرار العالم التصدي لها بقوة, وها هي تمنع الحجاج الإيرانيين من الحج إلا إذا سمحت السعودية لهم بالمظاهرات والشعارات السياسية وتسييس فريضة الحج, يقول الخميني: «إن الحكومة الإيرانية تستطيع أن تمنع الإيرانيين من الحج الذي يعتبر أحد أركان الإسلام، وغيره من الأركان والفرائض كالصلاة والصوم عدا الزكاة « الخمس بالطبع؛ لأنها أموال تثري جيوبهم.
إن دول مجلس التعاون, بل أغلب دول العالم العربي تحملت من إيران ومنذ ثورة الخميني 1979م، الشيء الكثير، ومع الأسف لم تظهر أي بادرة منها تبرهن فيها على حسن النوايا. والآن وفي مرحلة الحزم والعزم, فإنها ستسعى كعادتها إلى المناورات, والخداع والتقية تحت لافتة المصالحة بينما هي تخفي السم الزعاف.
إن على النظام الإيراني وفي أي مصالحة - مع أنها مستبعدة في الوقت الحاضر- إلزامه بالاعتراف بجرائمه وما يترتب على ذلك, من تقديم ضمانات لدول مجلس التعاون بأن برنامجه النووي مكرس للأغراض السلمية، وليس لتهديد جيرانه، وفتح منشآته للتفتيش من جانب خبراء عرب, وأن يمتنع نهائيًّا عن التدخل في شؤون الدول العربية, وأن يحترم سيادة الدول, وأن يتخلى تمامًا عن إهانة الرموز والمقدسات الإسلامية, وصحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم, ومبادئ الأمة وقيمها الخالدة؛ بالإضافة إلى التوقف عن تغذية الطائفية والإرهاب, أو اعتبار نفسه وصي على الشيعة العرب في العالم العربي والإسلامي, والاعتذار عن أفعاله الإجرامية لدعمه الأعمال الإرهابية ضد الدول العربية, وما صدر منه خاصة ضد السعودية من أضرار في مناسبات الحج السنوية, وما صدر منه من اعتداءات على السفارات وغيرها من الأفعال والأعمال الإرهابية التي امتلأ بها سجله الإرهابي، وفيما عدا ذلك، فإن ما يقوم به النظام الإيراني ليس إلا من باب المناورات السياسية والتقية التي يستغلها لتنفيذ إستراتيجيته العدائية وتحقيق مآربه الاستعلائية التي نص عليها أصلاً دستوره وتضمنتها وصايا الخميني.