في الحيِّ لا طِبٌّ ولا دكتورُ
لمَّا طغى فتعاظمَ الدَّيجورُ
إنْ كان للأمواتِ ثمَّ مقابرٌ
للناسِ ثمَّةَ في الصُّدورِ قبورُ
يفشو الوباءُ بلا حدودٍ لمْ يُعَرْ
عزٌّ يَحدُّ ولا يغيثُ بصير
يتبخترون لنشرهمْ ضُرَّاً فإنْ
خطرَ المفيدُ غفا عليه ضميرُ
حَذِرٌ مسارُ المُبصرين وخطْوُهمْ
أعمى هوى بالمغريات يسيرُ
قالوا: نفكِّرُ في سعادةِ عيْشِنا
فبدا لنا تعْسٌ لهمْ وشمورُ
عكفوا على نهجِ الدُّجى فأضلَّهمْ
وتعلمنوا فتلعثمَ التبريرُ
أسفي على شمسٍ - بغير بصيرةٍ-
تُغتالُ ساطعةً ليسموَ زورُ
بئس الحياةُ إذا تعالى مُظْلمٌ
وشكا مِنَ السَّعيِ المُخاتلِ نورُ
الليل طالَ وللنَّهار توثّبٌ
لكنَّه بالمُدلجين أسيرُ
الله أكبرُ منطقٌ أجلى وما
له خطوةٌ للحسنييْن تسيرُ
ركُمَ الغبارُ على الرَّمادِ فإنْ بدا
قبسٌ تمادى في سناه غرورُ
لمْ تنهضِ الغفواتُ من كابوسها
وخطى الهوى لم يثنِها التَّحذيرُ
وكأنَّ شريانَ الحياةِ بلا دمٍ
حرٍّ غدا وحماسُه مقبورُ
قالوا: الهوى والزيف قلتُ لهم كفى
أين العقولُ ؟ وأين [هُو] التَّبصيرُ؟
بالشَّمسِ لا يُخفى المليحُ كما بها
لا يُجهَلُ المذمومُ والمحذور
لا حجةً للهالكين فكلُّ ما
يُنجي ويهلكُ يعتليه ظهورُ
لو للموازينِ احتكامٌ مبصرٌ
زهتِ الكراسي وانتفى التَّشطيرُ
ولأزْهَرتْ هذي الحياةُ بسلْمِها
وبِأمْنِها ونأى بها التَّدميرُ
لله نشكو من جهامةِ معتلٍ
سرْجَأً خلا من أصغريْه النُّورُ
** **
- شعر/ منصور بن محمد دماس مذكور