حَارَ القَصِيـدُ وَما يخطُّ بَنَانِي
خَيـرَ اللُّغَاتِ رَفِيـقَـةَ القُرآنِ
مَاذَا أَقُولُ بِيومِ عُرسِكِ يَا تُرَى؟
خَجْلَى? الحُروفُ وَخَاطِري وبَياني
أَزهُـو بِأنَّي للأَصَـالةِ أَنْتَـمِي
وَمِعَ العُرُوبَـةِ نَلتـقِي بلِسَـانِ
لُغَـةٌ وَدِيـنٌ وَاحِـدٌ يا أُمَّتِي
هِبَـةُ الإلَـــهِ الواحـدِ المَنَّانِ
أمُّ اللُّغَاتِ وتاجُـهَا وَفَخَـارُهَا
سَتَظَلُّ خَـالِدَةً مَـدَى الأزمَـانِ
للضَّــادِ فيهَا وَقْعُ صَوتٍ والورى
شَهِــدُوا لِنبـرةِ جَرْسِهِ الرَّنَّـانِ
فَبِهَا دَرَجْــتُ عَلَى القَرِيضِ مُرَدِّدًا
حُــلُوَ الكَـلَامِ بِأَعذَبِ الأَوزَانِ
مُنذُ امرِئِ القِيسِ الذي ملأَ الدُّنَا
شِعرًا رَصِيـنَ القَـولِ والتِّبيَانِ
لُغَةُ البَلاغَــةِ لا تَزَالُ بِسِحـرِهَا
تَطــغَى علـى الألبَابِ والآذَانِ
مهما يحاولُ مُغرِضٌ لِنَقِيصَـــةٍ
هَيهَـاتَ أَنْ يَدنُـو مِنَ الطُّـوفَانِ
لُغَتِي أُرَدِّدُ: لا تَهَــابِي حَاقِدًا
وَلْتَطمَئِــنِّي دُرَّةَ الأكـــوَانِ
وَأَهِيـــبُ يَا قُومِي تَعَالـوا نَزدَهِي
وَعَنِ الحِيَــاضِ نَذُودُ بِالبُرهَـانِ
وَلْتَغْرِسُـــوا حُبَّ الحروفِ بِنَشْئِكُمْ
عَرَبِيَّةً فُصَـحَى مَــعَ الإيمَـانِ
بِجَــــلالِهَا المَعهُودِ فِي قُرآنِنا
وتُراثِنَا المَكنُــونِ بالأَلوَانِ
ولهَا أقــــولُ بيومِهَا مُتَغَنِّيًا
لِعُيونِهَـــا وَلِسِحـرِها الفَتَّانِ
لُغَةَ الجَمَــالِ تَحِيَّتِــي بِقَصِيدَتي
بِالوِدِّ أُهدِيهَـــا وبالعِرفَـانِ
** **
- شعر/ حفني عبدالعزيز خليفة