في «الرواية الشرقية» أقصد في عمومها لا تجعلك تستسيغ سياق خواتيمها!
بل و لا تستهوي المتابع ان يحضر حلقاتها الاخيرة بالذات خاتمة عقدها.. وقد حفظ عن ظهر قلب و اكتنز عن بطن وعي مآلات سياقها..
فالشرير يمسي طيبا
و المخطئ يتوب ويؤوب
و العقيم تحبل
و المسافر يعود
و العاق يرجع القهقري ندما
و..
فما بقي إلا أن تُغلق دور الاقلاح -السجون-
وتسرّح «الداخلية» عناصرها..
ويعود كل إلى بيته في المدينة (الإفلاطونية)، وليس بحاجة أن يغلق عليه باب بيته.. حتى!
ما هذا سلم الحياة ولا سنتها التي جعل الله من إحدى تلكم -السنن- استمرار صراع الخير و الشر، فلا ينتهي ذاك الصراع إلا (يوم الفصل) بين قطبيه، فينتهي إلى (فريق الخير-بالجنة) و(فريق - الشر- في السعير)
نحو ما أوجزه الإمام ابن رجب رحمه الله:
« *غداً توفى النفوس ما كسبت ،*
*ويحصد الزارعون ما زرعوا* !!
*إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم ،*
*وإن أساؤوا فبئس ما صنعوا*»
لكن .. أو (للأسف) من الكتّاب أنماط تستخف بالعقول ، لاستدرار العاطف أولا
و من ثم ترطيب تلك العاطفة بعد ما شُحنت ببدء المسلسل .. إلى التنفيس عنها ، أعني من بعد ذاك الشحن بإمالتها- اكتسابها- ميل الكفّة إلى غلبة الخير على الشر..
و أنّى انتها ذلك..الى ذلك، سوى نزرا(1)
بخاصة و نحن نخوض في عالم من الماديات و الدنيا ..التي تبقى /
موضع صراع (و تدافع) عليها و على ما فيها!، حتى (يوم التناد) يوما يقوم به الأشهاد لرب العباد .. سبحانه (فيحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون)، وكذا ما كانوا عليه يتنافسون..
لكن العجيب يكمن أنه ما أن ينتهي التنافس و يقرب منهل المغادرة عن نوعية هي ضئيلةً من أولئك ، وأن كانت في المسلسلات هي الأكثرية - أي خلاف الواقع - ممن يصحى منها الضمير (كما يعللون كتاب تلك المسلسلات) محاولةً التلاحق ، ولكن هيهات لأكثرهم ياللمفارقة في واقعنا المعاش.. من أن يقدّر فُرادهم وزن حالة تلك ، فيقدر على فعل ذلك قبل أن (تبلغ الحلقوم ) أعني يفعل ذلك (و هو صحيح شحيح) و..
لا وهو في رمق من يشاهد مآل ما حصد شبه متحقق
ف( يا حسرة على العباد..) أن منهم من يبيع آخرته بشيء زائل من مكاسب الدنيا !
لماذا ؟ ، لأنه سوف يحاسب عليه هناك و أي حساب.. إنه(حسابا عسيرا)
أخوك المحب
... ... ...
1) أ و إشارة:
الهام العنوان من قول لنزار:
الحب ليس «رواية شرقية»
ب ـ (ختامها) يتزوّج الأبطال
** **
- عبدالمحسن بن علي المطلق