هالة الناصر
الكل يتفق أن المجتمع العربي بأكمله - وليس السعودية فقط - يعاني من ضعف مخرجات التعليم بشكل عام والتعليم الجامعي بشكل خاص، ومنذ سنوات طويلة والجامعات تخرج الألف من طلبة العلم، وهم في الحقيقة طلبة وظيفة لا أكثر ولا أقل، وهذا لا يحب أن يُفهم بأنه ليس هناك استثناءات من خريجي الجامعات السعوديين الذين استطاعوا إثبات وجودهم عالميا وليس محليا، ولعل هؤلاء يمكن الاستفادة منهم في وضع خطط إستراتيجية أو جمعهم عبر مجلس شورى جامعي لتطوير التعليم، الجميع يتفق بأن بعض جامعاتنا تسعى للتصنيفات العالمية عبر أمور شكلانية لاتذهب بها بعيدا في سلم ترتيب أفضلية الجامعات العالمية، لم تستطع جامعاتنا سد هوة سوق العمل ومايحتاجه من موظفين أكفاء، حيث يتخرج الطالب من الجامعة وهو مكبل بالعلم النظري بطريقة تجبر الجهات التي تقوم بتوظيفه بأن تعيد تأهليه لسوق العمل، وكأنه لم يدرس قط،مما يجعل فترة الامتياز بحاجة لزيادتها للضعف وتكثيف التدريب بساعات كافية وليس مجرد ساعة أو ساعتين لمجرد رفع العتب واعتماد تقييم الجهة التي يقوم الطالب بتنفيذ فترة الامتياز بها بشكل مضاعف يجعل نتيجة الطالب تعتمد بشكل أساسي على الدرجة التي يحصل عليها في سنة الامتياز، كما يجب إعطاء طلبة الجامعات محاضرات توعوية مكثفة لأهمية فترة الامتياز وطرد فكرة انها مجرد استراحة محارب وانفكاك من نظام الجامعة الإداري، كما يلاحظ بعدم وجود اعضاء هيئة تدريس بذات المستوى المتقدم من الأداء، وبينهم تفاوت كبير في المكانة العلمية الحقيقية إذ تجد في جامعاتنا دكتورا يرتقي لمرتبة عالم، وتجد دكتورا تستغرب كيف تحصل على هذه الدرجة العلمية ذات المسؤولية الكبرى تجاه العلم وقبل ذلك تجاه مجتمعه، لاشك أن وزير التعليم يحلم - اليوم قبل الغد- بأن يفيق ويجد التعليم في السعودية هو أفضل تعليم في العالم ولكن الحلم شيء والواقع شيء آخر، للأسف!