وقت طويل استغرقته الحرفية محسنة السفياني لصناعة عقال للملك فيصل بن عبد العزيز - رحمه الله-حتى أخرجته في صورته النهائية، تعبيراً عن تقديرها للفيصل.
وتعمل الحرفية السفياني بكل حماس في مهنتها الحرفية، وتقول إنها تناضل للحفاظ على الزي التراثي لمنطقتها خاصة وللطائف عامة، وترحب السفياني بطالبات الاقتصاد المنزلي والتصميم اللائي يترددن عليها ليستزدن من خبرتها في المجال وخاصة الغرز الصعبة والغريبة، وتتطلع إلى تدريب المزيد من الطالبات والراغبات في تعلم هذه المهنة من السيدات.
وعلى الرغم من كبر سنها إلا أن ذلك لم يمنعها من مواصلة العمل على تنمية مواهبها التصميمية والتطريزية لمختلف التصاميم والأزياء سواء القديم منها أو الحديث، فخصصت ركناً بمنزلها لعرض الملابس التراثية والأدوات القديمة التي قامت بخياطتها وتصميمها وكذلك التصاميم القديمة التي استطاعت تجديدها وإعادتها بصورة مناسبة للتراث.
وأضافت السفياني أنها قامت بتأليف كتاب يحمل عنوان (فرائد الغرز من شفا الطائف)، حيث استغرق تأليفه وطباعته عامين كاملين. وذكرت « أن الكتاب يشرح بالتفصيل المصور، خطوات فن التطريز التراثي لعدد من الملبوسات القديمة التي كان يرتديها عدد من سكان قرى محافظة الطائف»، كاشفةً عن استعانتها ببناتها المتعلمات لتدوين ما كانت تمليه عليهن من المراحل الفنية لكل صنف تراثي، ومن ثم تصويره لضمان وصول المهارة للقارئ أو القارئة بالشكل المطلب.
وتستأثر السفياني بقسم من إنتاجها ترفض بيعه وتعده كنزاً فنياً لا يقدر بمال، يقوم عليه متحفها المتنقل، «فقط أعيد إنتاج بعض منه وفقاً لطلبات النساء اللاتي يقبلن عليه في مناسبات الأعراس والأعياد».
يذكر أن البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية «بارع» التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني سجل 468 حرفياً وحرفية للمشاركة في جائزة سوق عكاظ للابتكار والإبداع الحرفي، ورصد البرنامج مبلغ 500 ألف ريال، خصصها للفائزين في مجالات الجائزة وتشمل فنون: النسيج والسدو، والرسم والنحت، والتطريز والأزياء، ومنتجات النخيل، والمنتجات الابتكارية، والأعمال الخشبية، وذلك ضمن جهود الهيئة للمحافظة على التراث الوطني.