فهد بن جليد
أتمنى أن تخصص وزارة التعليم مُتسعاً من الوقت، لتعليم الطلاب في المدارس فنون أداء العرضة السعودية بالشكل الصحيح على يد مُدربين مهرة ومُحترفين، لترسيخ مفهوم الوطنية لدى الطلاب, وإدراجها ضمن برنامج تعليمي ووطني يعني بالموروث, كون العرضة السعودية هي الرقصة الرسمية للبلاد, ومن المُعيب ألا توجد لدينا معاهد أو برامج ومناهج تعليمية مُتخصصة لتعليمها للنشء.
وهنا أقترح أن تستعين الوزارة بتجربة دارة الملك عبدالعزيز في ذلك من خلال مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، وكيف حقق القسم الخاص بتعليم فنون الرقصة السعودية حضوراً كبيراً وإقبالاً مُتناهياً لشغف الآباء والأمهات وحرصهم على تعليم أبنائهم الطريقة الصحيحة لأداء العرضة السعودية, وفد أخبرني المتحدث الرسمي للمهرجان بأنَّهم يقومون بتعليم وتدريب حوالي 200 طفل يومياً على ذلك، وهذا يدل على اهتمام الناس ورغبتهم بتعلم أصول وآداب وطريقة الأداء الصحيحة.
أمر مُحزن ولافت أنَّ معظم شبابنا يجيدون أداء رقصات أخرى لفنون مناطقية أو أجنية مثل (الدبكة، والدانس الغربي، والهوب هوب... وغيرها) بفعل وسائل التواصل والبرامج الشبابية, بينما لا يستطيعون أداء العرضة السعودية بالشكل الصحيح, لناحية طريقة مسك السيف وجهة الإيماء به, ومتى يتم رفعه للسماء, ومتى يتم خفضه للأرض ودلالة ذلك, إضافة إلى ضوابط تحريك الأرجل ورفع الجسم أو (التهزع والتمايل) أثناء الرقص, فضلاً عن كيفية بداية العرضة والأشعار التي تردد, وماذا يقول المؤدون بشكل جماعي في ردهم على الشاعر وأبياته ...إلخ من فنون الأداء الواجب تعلمها, والتي تحولَّت من أهازيج ورقصات حماسية تؤدى في أوقات الحروب وأمام الجيوش إلى رقصة سلم وأمان ووحدة وطمأنينة تقام في الاحتفالات والأعياد والمناسبات الرسمية، لنؤكد ونجدد بها الولاء والسمع والطاعة لولاة الأمر, ونُعزز بها وحدتنا الوطنية.
العرضة السعودية كمادة تعليمية، تعتبر مشوِّقة وتستحق أن يخصص لها جزء نظري وآخر عملي من وقت طلابنا, فهي من الحركات البدنية المُفيدة ومن علامات الرجولة والفروسية والفخر والاعتداد والتلاحم الذين نتمنى أن نجده مُنتشراً بين شبابنا وطلابنا، فكم هو مُخجل أن ترى أحدهم - مهما كانت مسؤوليته أو مكانته - وهو يخفق في أداء الرقصة الرسمية لبلاده بالشكل الصحيح في أي مناسبة وطنية أو خاصة, ولا يمكنك لومه فهو لم يتعلمها في أي مرحلة من مراحل تعليمه.
وعلى دروب الخير نلتقي.