«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني:
حققت الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة إنجازاً طبياً جديداً للمرة الثانية، وذلك بإجراء فريق طبي بمركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب ومستشفى النساء والولادة بمدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية بالرياض عملية نادرة على مستوى العالم بعمل قسطرة لتوسيع الصمام الأورطي لجنين في رحم الأم، وتكللت بالنجاح ولله الحمد.
وقدم مدير عام الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة اللواء الدكتور سليمان بن محمد المالك للفريق الطبي المشارك بإجراء هذه العملية شكر ومباركة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع على هذا الإنجاز، مؤكداً أن تحقيق هذا النجاح يأتي نتاجاً لما تتلقاه الخدمات الطبية للقوات المسلحة من دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية وتوجيهات ورؤية من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ضمن الإستراتيجية العامة لتطوير القوات المسلحة، ومن خلال ما يشهده القطاع الصحي من تطور في المجالات كافة.
هذا وقد تكوّن الفريق الطبي السعودي المشارك بهذه العملية من استشاريين من أطباء قلب الأطفال وأطباء النساء والولادة، وهم: الدكتور عاطف حبش السحاري، والدكتورة ميرنا محمد عطية، والدكتور طارق بن سليمان مؤمنة، والدكتورة مها بنت سالم الركف، والدكتور أسامة بن محمد التويجري، والفني أحمد بن فاضل العنزي، والتي تم إجراؤها في مبنى البرج الجراحي (4) والمخصص لمستشفى النساء والولادة والمجهز بأحدث التقنيات والمعدات الطبية.
من جانبه، أوضح المدير العام التنفيذي لمدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية اللواء الطبيب سعود بن عثمان الشلاش أن إجراء مثل هذه العمليات يأتي امتداداً للعديد من العمليات الجراحية النادرة والمعقدة والمتقدمة في مختلف المجالات الطبية التي أجريت بالمدينة -مؤخراً- التي تتوافر بها الكوادر الطبية المتخصصة والتجهيزات والتقنيات الحديثة التي تساهم في تقديم أرقى الخدمات العلاجية للمرضى، مما جعل من المدينة مرجعاً طبياً ومركزاً للأبحاث المتقدمة في العديد من التخصصات الطبية على مستوى المنطقة.
من جانبه، أوضح مدير مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب للقوات المسلحة اللواء الطبيب خلف بن علي الخلف أن إجراء هذه العملية لعلاج مشكلة الضيق الشديد بالصمام الأورطي وقصور أداء عضلة البطين الأيسر في قلب الجنين، مبيناً أن إجراء هذه العملية والنادرة على مستوى العالم تم عن طريق إدخال إبرة خاصة وبالون في اتجاه البطين الأيسر والصمام الأورطي لقلب الجنين لتوسعته تحت إرشاد الأشعة التلفزيونية للوصول لقلب الجنين في شهره السادس داخل الرحم بواسطة تخدير موضعي للأم والجنين، وتم إخضاع الجنين والأم للملاحظة خلال الـ12 ساعة الأولى بعد انتهاء العملية للتأكد من استقرار الحالة وعدم حدوث أي مضاعفات على الجنين والأم عن طريق أشعة القلب التلفزيونية، وتم -ولله الحمد- نجاح هذه العملية دون أي مضاعفات.
وقد أجاب اللواء المالك على أسئلة الصحفيين، حيث أكد أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين ووزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وراء هذه الإنجازات ليس في مستشفيات القوات المسلحة فحسب، بل في مستشفيات المملكة كافة. وقد خطت المستشفيات العسكرية خطوات متسارعة وزادت الطاقة السريرية في مستشفيات القوات المسلحة خلال الثلاث السنوات الماضية من 6500 إلى عشرة آلاف ومئتي سرير..
وبيّن اللواء المالك أن مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض القلب رمز ومعلم ومفخرة وطنية ونجاحات المركز يشا بها عالمياً ويعتبر أكبر مركز لجراحة القلب في المملكة.
وأوضح أن العملية التي أجراها الكادر الطبي عملية ناجحة وغالباً لا تعمل هذه العملية في إلا في القليل من دول العالم لأنها عملية صعبة ومعقدة.
وحول سؤال لـ»الجزيرة» عن الإخلاء الطبي ودوره في نقل المرضى إلى المستشفيات أوضح اللواء المالك أن الإخلاء الطبي ولله الحمد يحظى بالدعم والمتابعة ويحظى بالاهتمام من قِبل سمو وزير الدفاع، حيث يوجد لدينا 30 طائرة حديثة ومجهزة بأحدث المعدات الطبية تعمل في نقل المرضى من عموم المناطق وليست مهمة الإخلاء الطبي نقل المصابين في المعارك، بل تعدى ذلك إلى نقل المواطنين من مدن المملكة إلى المستشفيات التخصصية ومن مدن المملكة إلى خارج المملكة والعكس هناك حالات تنقل من الخارج إلى داخل المملكة.
مشيراً إلى أن الرحلات التي تمت العام الماضي أكثر من 2000 حالة تم نقلها.
وحول معالجة بعض الحالات المعقدة من خارج المملكة وفي الداخل قال جاهزيتنا لمثل هذه الأنواع من العمليات ممتازة لأن لدينا كادر طبي مؤهل لمثل هذه العمليات أو العمليات الأخرى المعقدة.
مؤكداً أن هناك مرضى من ماليزيا وإندونيسيا ودول إفريقيا والدول العربية تمت معالجتهم في المملكة خاصة مركز الأمير سلطان لأمراض القلب. وحول سؤال لـ»الجزيرة عن إمكانية رفع الطاقة السريرية في مراكز القلب قال لدينا (170) حالياً وهناك زيادة للتوسعة خلال عام يتجاوز 200 سرير وهذا أكبر مركز على مستوى المملكة.
وحول سؤال لـ»الجزيرة» عن علاج الحالات المصابة من اليمنيين في المملكة أوضح اللواء المالك قائلاً: علاج المصابين اليمنيين في المملكة يتم ذلك بالتنسيق مع الحكومة اليمنية، حيث تم علاجهم عن طريق مركز الملك سلمان للإغاثة ومصابي قوات التحالف يتم علاجهم في المستشفيات العسكرية في مناطق المملكة والإخلاء الطبي له دروب نقل المصابين سواء يمنيين أو من قوات التحالف وتقديم الرعاية الصحية لهم وذلك وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ووزير الدفاع.