محمد المنيف
لا نختلف على أهمية الأخذ بالمواهب الشابة وتهيئة آفاق الدعم لبقية الفنانين على مختلف أعمارهم وخبراتهم بالطرق المحققة للأهداف، لكن الاختلاف هنا يتضح في الحال التي شرحها البعض ممن تلقينا منهم الرغبة في الكتابة عن هذا الواقع وإشارتهم إلى السبل التي يتبعها من يقوم على الدعوة لإقامة معارض جماعية منها المفتوحة لكل الراغبين الاشتراك أو لمجموعة معينة يجمعهم (قروب واتس) أو جماعة تشكيلية معينة، وجميعها ليست جهات رسمية أو من يقوم عليها معتمد من جهة رسمية أيضا وإنما اجتهاد شخصي أو كما يقال (فزعة) لتحريك الساكن وتقديم المواهب.
هذا الجهد بالطبع لا غبار عليه في ظاهره، لكن الأمر يتعلق بالدعم الذي يخالف ما يدعيه من حمل راية التشجيع والأخذ بأيدي الشباب بمعرض أو ورشة للتدريب، حيث يبدأ ذلك المنظم بفرض الرسوم على كل مشارك في المعرض دون النظر إلى إمكانيات الكثير منهم كما قال أحدهم إنه يقترض المبلغ من أخيه لعدم وجود مكافاة أو راتب كونه لا زال طالب، يضاف إلى ذلك الشروط على الفنانين المشاركين من خارج المنطقة التي يقام فها المعرض أو الورشة بالحضور على حسابهم وتحمل تكاليف السكن، وإذا كنا نغض الطرف عن من يقوم بهذه المهمة من أفراد من غير الفنانين كنوع من الكسب المادي عبر مؤسسة متخصصة بهذا المجال، فإننا نعتب على فنانين يدعون أنهم بهذه الأساليب يشجعون ويدعمون المواهب كما نسمع ونقرأ تصاريحهم الإعلامية التي ينفردون بها خلال الفعالية على حساب البقية، كان عليهم أن يبحثوا عن داعمين من مؤسسات القطاع الخاص أو من أفراد يسعدون بدعم مثل هذه المواقف الوطنية ويكون دور المنظم أو القائم على المعرض والورشة القدوة تطوعا يستحق التقدير والثناء والتفاعل من المجتمع عند تنظيمه لمثل تلك الفعاليات.
نختم بالمثل (لا يموت الذئب ولا تفنى الغنم) ووجود من يقوم على تنظيم المعارض مطلب مهم وقليل فاعله لكن عليه أن يريح المشاركين ويصدق في القول بأن ما يقوم به تشجيع للمواهب بالبحث عن من يريحهم من قضية الرسوم والسفر والسكن ويسعى لتسويق أعمالهم بالعدل.