الجزيرة - المحرر التشكيلي:
يقيم الفنان أحمد حسين الغامدي معرضه الجديد في قاعة داما أرت في جدة محركا ولاما فيه شمل أداوته الفنية بخبراته الطويلة التي يمكن وصفها بالبحث والتقصي في ثنايا الجمال في كل جزء من الوطن أرض وسماء بحر وصحراء وصولا إلى التفاصيل التي تعد حجر الزاوية أو بيت القصيد في هذا المعرض ونعني بها المفردة التي جعل منها الفنان أحمد الغامدي منطلقا لهذه المجموعة التي وصلت عدد الأعمال المسندية فيها إلى اثني عشر لوحة والمجسمة إلى ثلاثة قطع كبيرة وأخرى أصغر حجم فيها جميعا عمق وتحليل وإبداع في جمع العناصر التي يحتاج أن يراها المشاهد بهدوء وسعي للبحث في تفاصيلها الدقيقة وكأنه ينظر من خلال مكرسكوب لأدق الخلايا أو تلسكوب يغوص في أعماق الفضاءات المملؤة بالكواكب والنجوم، تتشكل اللوحات من مساحات لونية متواصلة التقارب والتلاصق تحتضن ملامح لعناصر هي موجودة في الواقع لكن الفنان يراها بزوايا جماليا أخرجتها من الواقع إلى الخيال مانحا المتلقي مساحة كبيرة من التعامل مع كيفية البحث والتقصي وليس المرور العابر، لعبة لا يجيدها إلا ممتلك الثقافة البصرية والخبرات التي تجيز له التعامل مع مثل هذه اللوحات التي تفرد بها الفنان أحمد حسين وأصبحت إمضاء وهوية لأعماله في كل معرض فردي له أو مشاركة جماعية، تأتي أيضا مجموعة الأعمال المركبة التي استخدم فيها الحجارة التي التقطها من ساحل جدة ليقرب الفكرة بواقعية العنصر إلى حالة التساؤل من المشاهد الممزوجة بالدهشة.
يقول الفنان أحمد إن المعرض يتضمن لوحات وعرض لمجموعة من الصخور بشكل مباشر دون تدخل كماهي في شكلها.
وأعني بالفكرة أن الصخور ملهمة في ألوانها نستمد من جمالها في أعمالنا والصخور هي الأرض والأرض بماضيها وحاضرها ومستقبلها هي الإنسان فلا يمكن أن نفصل الإنسان عن أرضه وبيئته.