أ.د.عثمان بن صالح العامر
تداول نشطاء التواصل الاجتماعي مشهدين يستحقان الوقوف عندهما والتأمل فيهما:
* المشهد الأولى صورة ضب يقف على مدخل جحره وهو هيكل عظمي لا يستطيع أن يتحرك من مكانه، ويلتفت للدخول إلى داخل الجحر بصعوبة بالغة وكل ما حوله صحراء جرداء قاحلة.
* والمشهد الثاني لطيار سعودي يتحدث عن نفسه وبقية زملائه الطيارين يقول باختصار إننا كنّا في مثل هذه الأيام نحسب حساب السحب الركامية حين ننتقل شمال المملكة أو جنوبها، وهذا العام السماء صافية وكأننا في وسط الصيف، والأرض لا ترى فيها منطقة خضراء كما هو الحال في السنوات الماضية للأسف الشديد.
إن طلب الغيث من الله ليس لأهل الماشية وأصحاب الحلال بل هو للجميع وله آثاره في النفوس وعلى الديار فضلاً عن الحيوان والنبات، ولذلك أولاً لا بد من استشعار أهمية طلبه في ذهنية كل منا أينما كان، ثم لابد من الإيمان الجازم بأن من يمن علينا بهذا الغيث هو الله وحده، ولذا لابد ان نتوجه جميعاً مهما كانت معاصينا وذنوبنا إلى الرب سبحانه نطلب منه عز وجل أن يغيث البلاد والعباد، ولا يدري أي منا فقد يكون هو من يكون سبباً لحياة الأرض وسقيا الدواب وبعث الحياة من جديد في الصحارى والآكام، ثم إذا ندب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لصلاة الاستسقاء نبادر للصلاة والمشاركة في طلب مدد السماء من الله سبحانه، فنحن شركاء في رفع العنت الذي تعايشه شريحة من أبناء المجتمع، ولَك أن تتصور كيف هي حالنا لو صارت البراري خضراء تسر الناظر وتسعد الخاطر وتدخل البهجة والسرور في نفسية المتنزه الذي خرج ليستمتع ويسعد.
دمتم بخير وتقبلوا صادق الود والسلام.