رقية سليمان الهويريني
بعد محاضرة طبية حول سرطان الثدي ألقاها الطبيب الجراح (تيري بيرك) طرح أحد الحضور سؤالاً ذكياً (لماذا أغلب الإصابات في سرطان الثدي تكون قريبة من الإبط؟!) وكانت إجابة الطبيب عن سؤاله رسمياً عبر إحدى النشرات الطبية الموثقة مفادها: (أن مزيلات العرق أو المنتجات المضادة لخروجه قد تسبب أوراماً خطيرة كسرطان الثدي! حيث يطهِّر الجسم البشري نفسه من السموم ويخرجها على شكل عرق، وتركيز السموم في الخلايا يفضي إلى تغيير إحيائي فيها، ووظيفة بعض مضادات العرق إعاقة ومنع خروج هذه السموم، مما يجعل الجسم يحتفظ بها من خلال العقد الليمفاوية تحت الإبط حين لا تجد لها طريقاً).
وتلك المستحضرات مكونة من مواد تمنع العرق مع معطر للرائحة، وهذا النوع يكتب عادة على غلافه (Unti-perspiration) أي مضاد للتعرق وقد يحجز السموم التي تخرج مع العرق داخل الجسم. أما ما كتب عليه (Deodorant) فهو مزيل للرائحة أو مضاد لها، وهذا النوع يسمح للعرق بالخروج من الجسم بشكل طبيعي لكنه يمنع الروائح غير المستحبة حين تتفاعل مع الملابس أو الهواء الخارجي بمعنى أن الضرر هو نوع المستحضرات التي تمنع خروج العرق، أما ما كان معطراً للرائحة فحسب، فربما لا ضرر منه.
لذا لابد من الحذر حين استخدام تلك المنتجات بشكل دائم لما قد تؤدي إليه من أمراض مميتة، فقد انتشر سرطان الثدي بين النساء بشكل مقلق ومخيف. ومؤخرا حذّرت الهيئة العامة للغذاء والدواء من منتجين لإزالة العرق لاحتوائهما على نسبة عالية من المواد المسببة للحساسية، دون أن يتم ذكر مكوّناتها في المُلصق على العلبة.
وبدلاً من الإفراط باستخدام مزيلات التعرق يحسن التقليل من تناول السكريات، وأكل اللحوم الحمراء، مع الحرص على النظافة الشخصية والاستحمام، وارتداء الملابس القطنية، ويمكن الاستعانة بالمنتجات الطبيعية كالليمون.
وخروج العرق أمر صحي، ودليل على وضع بيولوجي طبيعي، ويمكن زيارة الطبيب في حالة فرط التعرق، وعلاجه ميسور حتى بالجراحة البسيطة، بدلاً من استخدام تلك المستحضرات التجارية المخيفة.