علي الصحن
يرى الهلاليون في رئيس ناديهم الأمير نواف بن سعد الكثير ويؤملون فيه أكثر خلال المرحلة المقبلة، ينتظرون من سموه المزيد من العمل والتخطيط والجهد من أجل استمرار ناديه على قمة لم يعرف سواها ولم تعرف أكثر منه طوال ستين عاماً خلون من عمر النادي الآسيوي الأكبر منجزاً والأول حضوراً بشهادة الأرقام، التي لا تجامل ولا تداهن ولا تعرف تمرير غير الحقائق.
يمضي نواف بن سعد عامه الثالث على كرسي رئاسة النادي الأزرق، وقبل ذلك كان نائباً لعبدالرحمن بن مساعد، وعضواً شرفيا بارزاً حاضراً داعما للنادي في كثير من المحافل، كما أنه يحمل خبرات إدارية متراكمة في العمل الرياضي اكتسبها من عمله مع المنتخبات الوطنية وناديه في أوقات سابقة.
إنجازات نواف بن سعد مع نادي الهلال أكثر من أن تعد، وهي لا تتعلق ببطولات كرة القدم فقط، إنجازاته تتصل بحماية النادي، التخطيط لمستقبل النادي، تقوية ألعابه، رفع حجم الاستثمارات فيه وزيادة إيراداته والحد من مصروفاته والقضاء على ديونه.
أدرك نواف بن سعد أهمية مدرج ناديه، لذا كان يُرجع كل شيء له، وظل يؤكد في كل مناسبة أنه لا شيء بدون المدرج، حتى من يخطئون على النادي كان سموه يقول إن العفو والتنازل بيد جمهور الهلال، الذي لم يكن يتجاوزه في أي شيء، يسمع منه، ويأخذ رأيه، ويؤكد قيمته، هذا الأمر ولد شعوراً متبادلاً للمدرج مع رئيس النادي فمنحه مساحة واسعة من الثقة والحب والتقدير، وهي أمور عززها العمل المثالي للإدارة في النادي.
بعد موسم متوسط خرج فيه الفريق ببطولتين، نجح الهلال الموسم الماضي في تقديم موسم مميز حقق فيه لقبين هامين (الدوري وكأس الملك) فضلاً عن التقدم لدور الثمانية الآسيوي، وجاءت بداية الموسم الحالي مثالية، وعززت أرقام النادي المالية من قيمة الإدارة ونجاحاتها، غير أن الفريق خسر النهائي الآسيوي، ولم تكن المصائب تمر عليه فرادى بل جاءته مجتمعة.... فحدث التراجع اللافت للفريق وخرج من مسابقة كأس الملك، وكثير من أنصاره يرون أن تجريده من لقب الدوري الذي يتصدر نسخته الحالية يكاد الأوفر حظاً من بقية الخيارات هذه الأيام.
لا يوجد عمل بدون أخطاء، هذه سنة الحياة، وهذا ما يؤمن به الجميع، وكثير من الهلاليين في الموسمين السابقين كانوا متسامحين مع أخطاء إدارة ناديهم، حتى وإن كلفت الكثير، واليوم ورغم الظروف التي تحيط الفريق إحاطة السوار بالمعصم ورغم إيمانهم بأنها ظروف تتجاوز المخاطر المحتملة مسبقاً، إلا أن غالبهم لم يترك واجبه مع النادي ولم يجامل إدارته بل ذهب لتعداد أخطائها، وتقديم سلبياتها، ومطالبتها بالعمل على ديمومة حضور الهلال القوي الذي لا يتخلف عن الركب.
يلوم الهلاليون إدارة النادي ويوجهون لها سهام النقد، لكنهم يرفضون أن تفكر بالرحيل، ويرفضون أن تترك المكان لإدارة أخرى... وهم يدركون أن الأمير نواف بن سعد لا يمكن أن يخلع عباءة الرئاسة أو يهدد بذلك بسبب نقد وجه له أو لوم كان مقصوداً به.
اليوم يقف نواف بن سعد أمام تحدي كبير، لإدراك نصيب من النجاح قبل أن يغلق الموسم أبوابه، وهو يعرف أن الهلاليين الذي تبارزوا في وسائل التواصل الاجتماعي على الإشادة به وبعمله، ورفضوا مجرد إشاعة رحيله، لا يمكن أن يجاملوه على حساب الهلال، ويدرك أن كل هلالي يتوجس خيفة من قادم المواجهات.. فما بين أخطاء مدرب تتواصل وغياب أبرز اللاعبين بسبب الإصابات المتلاحقة، تأخرت الإدارة في التدخل، ولعب الفريق منقوصاً في وقت اتيح له أن يتدارك بعض الأمر.
هل ينجح رئيس الهلال في تجاوز تيار الظروف ويسير مع فريقه إلى المرفأ الذي ينشده أنصاره، أم تكون الظروف أقوى والعلاج المتأخر عديم النفع فيضاف الموسم إلى مواسم سابقة وسمها الهلاليون بمواسم النسيان؟.