«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
في العمل أو حتى مجالات أخرى في الحياة كالإبداع مهما كان نوعه. توجد عادة منافسة مختلفة بين الموظفين والمبدعين من زملاء أو أصدقاء، وهذا شيء عُرف عنه منذ القدم وفي مختلف المجتمعات في العالم الواسع وخلال الحياة والعمل والإبداع تنتشر ظاهرة المنافسات والتي قد تأخذ أحياناً أشكالاً وأنواعاً مختلفة من الغيرة وحتى الحقد والكراهية ومحاولة التقليل من شأن الآخر. ومع ذلك تجد العمل والعملية الإبداعية تستمر ولا يصح إلا الصحيح فيتجاوز الإنسان حصار هذه النظرة أو تلك المقولات والإشاعات وما تنتجه الغيرة والمنافسة غير الشريفة فيصل أحدهم إلى مستويات عليا في عمله أو إبداعه. رغماً عن أنوف الحاقدين والكارهين وقبل ذلك المنافسين.. مع أن العمل قبل كل شيء هو أمانة مهمة فلا يجوز أن يستغل أحد العاملين أسرار العمل ومعرفته بجوانبه وأسراره من أجل أن بتجاوز زملاءه ويتخطاهم مبتعداً عن الأخلاقيات وواجبات المهنة في سبيل الوصول إلى مكانة أفضل في عمله. مستغلاً علاقاته ومعارفه في عملية الوصول لأهدافه حتى ولو اضطر إلى التقليل من شأن غيره وكثير من الموظفين الانتهازيين تجدهم يبرزون على حساب غيرهم، بل بعضهم يذهب بعيداً جداً لينسب ما حققه غيره من الموظفين له بدون حياء ولا خجل. وعادة يتقدّم الانتهازي والمنافق على غيره في العمل ومثل هذا كثر في مختلف مجالات العمل وغير العمل.. وجميعنا يعرف أن قيمة العمل مهما كان نوعه تأتي من خلال الإخلاص فيه وبذل كل الجهد والسعي الحثيث في البحث عن مجالات التطوير بعيداً عن المنافسة غير الشريفة والبعيدة عن القيم والمبادئ.. التي عادة ما تكون وراء فشل العديد من الأعمال نتيجة لعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب. إن العمل وفي كل مكان فيه العامل المخلص والعامل السيئ الذي يحاول يشتى الطرق أن يضيع وقت عمله في أشياء لا فائدة منها. وأقول لأمثال هؤلاء وما أكثرهم وحدهم يتحمّلون وزر ما اقترفوا من ضياع وقت العمل مع هدر أموال الدولة التي صُرفت على رواتبهم وهم للأسف لا يعملون نظراً لاعتمادهم واستغلال غيرهم في إنجاز أعمالهم لأنهم وللأسف أصحاب ضمائر ميتة..! وكم هو مؤسف أن مئات الآلاف من الموظفين والمبدعين في مختلف المجالات في الحياة يتعرّضون لضغوط ومتاعب نفسية وإحباطات لا حدود لها نتيجة طبيعية وحتمية لما يحدث لهم في مجالات عملهم وإبداعهم فكم وصل غيرهم إلى مكانة هم أولى وأحق بها من أولئك المنافقن والمتزلفين والاتكاليين والذي بعضهم وكما يقول المثل الشعبي «لا يعرف كوعه من بوعه» ومع هذا تجدهم يتقدّمون الصفوف في مواقع عمل لا يستحقونها.. ولا شك أن التنافس مطلوب وعمل محمود إذا كان في الإطار الشريف والعادل وتحت أشعة الشمس. لا أن تتم المنافسة والمفاضلة من خلال علاقات وتوصيات وشد لي وأقطع لك. نحن في عهد محاربة الفساد. والتنافس الشريف والحقيقي.. وماذا بعد الحياة يبنيها المبنيون. المجتهدون والمخلصون الذين يعملون بضمير وإخلاص. وأمانة..؟!