عثمان أبوبكر مالي
في شهر أكتوبر الماضي 2017م (منتصف شهر محرم 1439هـ) وقعت هيئة الرياضة (اتفاقية شراكة) مع دولة أوروبية رائدة في مجال كرة القدم من أجل (رعاية وتسويق الكرة السعودية...).
احتوت الاتفاقية على بنود عديدة ومهمة، لكنها لم تحظ بالقدر الكافي من الاهتمام والتناول، وكان أكثر ما تم تناوله هو جزئية (تأسيس أكاديمتين في الرياض وجدة لتأهيل اللاعبين السعوديين الصغار..) بينما مر الكثيرون مرور الكرام على البنود الأخرى في الاتفاقية واعتقد أن لذلك خلفية؛ هي أن المؤسسة الرياضية سبق لها أن وقعت ـ من قبل ـ وعلى مدى سنوات، اتفاقيات شراكة (في مجال الشباب والرياضة) مع العديد من الدول (المتقدمة) رياضيًا وغيرها، لكنها لم تكن تر النور، ولا تجد بنودها التنفيذ عملياً على أرض الواقع إلا في النادر والنادر لا حكم لها.
هذه المرة اختلف الوضع كثيراً، فالتنفيذ العملي بدأ بخطوة (متقدمة جداً) ومباشرة إلى أحد أهم البنود التي احتوتها الاتفاقية، حيث كشفت هيئة الرياضة في مستهل الأسبوع الحالي، عن توقيع ستة من اللاعبين السعوديين (البارزين) وثلاثة من اللاعبين المواليد (تسعة لاعبين دفعة واحدة) عقودًا للعب في عدد من أندية الدرجة الأولى والثانية في الدوري الإسباني، وذلك تنفيذًا لبند عقد الشراكة في أكتوبر، مع رابطة الدوري الإسباني (لاليغا) وهو عبارة عن (اتفاقية شراكة ورعاية وتسويق) وتتضمن أحد بنودها (اختيار لاعبين سعوديين لخوض تجارب في أندية الدرجة الأولى الإسبانية) وهو ما سيحدث عملياً مع (النجوم الستة) في قرار غير مسبوق.
صحيح أنه ليس احترافاً كاملاً، إنما هو (إعارة) لمدة ستة أشهر، لكنها خطوة متقدمة (في اتفاقيات الشراكة للرياضة السعودية) تدخل بها حيز التنفيذ، وأرجو أن تكون بداية صناعة وجود سعودي وحقيقي للاعبين السعوديين في أوروبا انطلاقًا من (لاليغا) وما إدراك ما (لاليغا)!.
كلام مشفر
- « إعارة اللاعبين التسعة تعد بمنزلة (فترة تعايش) لهم في أحد أكبر وأقوى الدوريات في العالم وهذه الخطوة، إذا استثمرت جيدًا من قبلهم، فإنها ستفتح آفاقًا بعيدة للاعب السعودي، للاحتراف خارجيًا وتحقيق حلم يتمناه كل رياضي ومحبي وعشاق الكرة السعودية.
- « اللاعبون المختارون يملكون كل مقومات النجاح، وأهمها الموهبة والرغبة والطموح، ويكفي أن ينجح لاعب واحد ليكون بمنزلة (المفتاح السحري) في الاحتراف الخارجي للاعب السعودي، وهي نظرة وتطلع وحلم الكثير من اللاعبين الطموحين.
اتفاقية الشراكة مع (لاليغا) هي من الأفكار السريعة (قصيرة المدى) كما يبدو لشراكة أوسع تستهدف بالدرجة الأولى (الفئات السِّنية) والجميل في خطوات التنفيذ عملياً أنها تتم بصمت كبير جداً، حتى مرحلة الإعلان ومن غير ضجيج.
- « كما نصت الاتفاقية فإنها تتضمن في بنودها (تأسيس أكاديميتين في الرياض وجدة، لتأهيل اللاعبين السعوديين الصغار..) وستكون حتماً استكمالاً لخطوات أخرى عديدة ومن البنود المنصوص عليها في الاتفاقية (... تدريب وتطوير اللاعبين السعوديين الناشئين، وإعداد مدربين رياضيين سعوديين، وفق برامج معدة من رابطة الاتحاد الإسباني، لرفع قدرات اللاعبين والمدربين السعوديين بما يحقق الهدف المأمول للرياضة السعودية).
- « حدث رياضي وسياسي مهم كان حديث الساحة عالميًا على مدار الأيام الماضية ومنذ فوز اللاعب الليبرلي (الدولي) جورج ويا (أفضل لاعب في العالم عام 1995م) في انتخابات بلاده بمنصب الرئيس، ليكون أول رئيس لانتقال سياسي بين رؤساء منتخبين ديموقرطيًا في ليبيريا.
- « مراسم تنصيب الرئيس ويا (نجم فريقي باريس سان جيرمان الفرنسي وميلانو الإيطالي) سابقًا جرت في (استاد رياضي) امتلأ في داخله وطرقاته بمواطني الدولة الفقيرة جدًا وفي حضور بعض نجوم كرة القدم (زملاء الرئيس سابقاً) مثل صامويل أيتو، الرئيس المنتخب خرج من أفقر أحياء بلاده الى أعلى منصب فيها.. إنها كرة القدم.