يوسف المحيميد
لا نختلف على أن من بين مخرجات مجلس التعاون الخليجي الجيدة هي إتاحة السفر بين دول المجلس ببطاقة الهوية دون الحاجة إلى جواز السفر، ولكن في المقابل لم يتم تطوير بطاقات الأحوال لدينا تبعًا لهذه الخطوة المهمة، فكثير ممن يعمل في (كاونترات) الحجز والسفر في المطارات الخليجية، وفي الفنادق، في هذه الدول هم ممن لا يعرفون اللغة العربية، ولا قراءة حروفها، بالتالي يصعب التعامل مع بطاقة أحوال لا يوجد بها سوى الاسم باللغة العربية، ولا يوجد بها تاريخ ميلاد إلا بالهجري، مما يقلل من أهمية هذه البطاقة، ويضطر المواطن أحيانًا إلى الاستنجاد برخصة القيادة، التي يوجد بها الاسم باللغة الإنجليزية (ربما باعتقاد أن هذه الرخصة قد تستخدم في الخارج).
سؤالي هو: لماذا لا يتم وضع اسم المواطن بالحروف اللاتينية المعتمدة بالجواز، وتاريخ ميلاده الهجري والميلادي معًا، والصورة الشخصية أيضًا، على جميع المستندات الأخرى لهذا المواطن، سواء بطاقة أحوال، أو رخصة قيادة، أو دفتر عائلة... أو غيرها من مستندات رسمية في مختلف جهات الدولة؟ أعتقد أن الأمر ليس صعبًا في زمن الحكومات الإلكترونية.
أعتقد أن الاكتفاء بالاسم العربي في بطاقة الأحوال كان بسبب أن الغرض منها هو الاستخدام داخل حدود الدولة، ولكنها فعليًّا أصبحت تُستخدم خارجيًا، في دول أخرى، كالدول الخليجية، وبالتالي توسع الغرض منها، فضلا عن أنه حتى لو كان استخدمها داخليًا فقط، وأن اللغة الرسمية للبلاد، هي اللغة العربية، فلا يقلل من شأنها أن يُكتب الاسم بالحروف العربية، واللاتينية معًا، لأنه قد يتم تقديمها إلى موظف في شركة أو فندق لا يعرف قراءة الحروف العربية!
هي أسئلة وردت في ذهني حينما وقفت أمام موظفة طيران الاتحاد في مطار أبوظبي، وسألت عن وثيقة أخرى تتضمن اسمي بالحروف اللاتينية، وكانت حروف اسمي باللاتينية في رخصة القيادة أيضًا ليست متفقة مع الاسم الرسمي بالجواز، ولا يوجد بها تاريخ الميلاد بالتاريخ الميلادي، وهي أشياء بسيطة يمكن تلافيها، وتصحيحها في كافة أوراقنا الثبوتية.