ناصر الصِرامي
القصة رقم واحد وألف، لا يمكن لإعلام مهما كان تقليديًا أو متجددًا أو رقميًا أو حتى مدعومًا، أن ينجح بدون الإعلان، الأمر اليوم يتجاوز الإعلام إلى المعلوماتية، وإلى كل الخدمات التي تقدم مجانًا للناس. وبدون إعلان يدفع ثمنه المعلن، يتوجب على المتابع الباحث أن يدفع اشتراك.
خياران لا ثالث لهما حتى الآن، إلا الدمج بينهما، قاعدتان لتدفق المعلومات إليك، مهما كان شكله نصًا، أو صوتًا وصورة وفيديوًا أو حتى هليغرامًا أو عرضًا متعدد الأبعاد.
اليوم ومع التقدم المثير للتكنولوجيا والاتصالات، وتحول الكبار قبل الصغار إلى الإنترنت بكل مواقعها وتطبيقاتها بشكل هائل، ليس للمعلومة وحسب بل وللتجارة وكل الخدمات تقريبًا، الملايين والملايين من البشر والكيانات والشركات، بل ومنظمات متفاعلين وزبائن وعملاء يدفعون المليارات -مباشرة أو غير مباشرة لهذا العالم الافتراضي المبهر الذي يتفوق تدريجيًا على الواقع!
إذا كانت شركتك ناشئة وتريد الترويج لمنتجك عبر شبكة الإنترنت لن يقلقك حجم المنافس، يمكنك منافسة أكبر الشركات، عكس الإعلانات التقليدية حيث تتصدر الشركات الكبيرة وتأخذ الصدارة، السبب في ذلك هو ارتفاع تكلفة هذا النوع من الإعلانات، في مجال الإعلان الإلكتروني القصة مختلفة وهي السر أيضًا: النجاح للمتميز، جودة إعلانك وجودة الخدمة واختلافك عن منافسيك سيمنحك الصدارة بغض النظر عن حجمك أو المنافس. معروف أن إعلانًا واحدًا على التلفاز قد يكلفك عشرات الآلاف من الدولارات، في حين أن الإعلان الإلكتروني يكلفك عشرات الدولارات.
في الإعلان التقليدي هناك مشكلة القياس، مثلا- لو وضعت إعلانين على قناتين تلفزيونيتين مختلفتين، وأردت أن توقف أحد الإعلان ذا الفعالية الأقل، لن يمكنك العقد من ذلك!، والأهم أنه لا يمكنك قياس تأثير الإعلانين والمقارنة بينهما على الأقل. الأمر ينطبق على كافة وسائل الإعلان التقليدي وليس التلفاز فقط، الجرائد والمجلات والصفحات الصفراء كلها تملك نفس الغموض والخلل في عملية القياس.
في الإعلان الإلكتروني الأمر مختلف تماماً، القياس يمكن أن يتم بسهولة، يمكنك من عدد الزيارات، والمشاهدات والتفاعل، والمقارنة بين مختلف إعلاناتك واختيار أفضلها، وإيقاف ما لا يعجبك بزر واحد من هاتفك المحمول، بل وحتى معرفة أداء الإعلان المنافس، هذه المقارنة تتم باستخدام الكثير من البرامج والخورزميات التي توفرها الجهة المعلنة وأطراف محايدة وربما مجانية أيضا -مثلا-Google Analytics ويشابهها الكثير من الأدوات التي يمكنك استخدامها للقياس.
في الإعلان التقليدي لا يمكنك التحكم بالشخص الذي يشاهد الإعلان، إعلان التلفاز لا يمكنك من التحكم بالأشخاص الذين يشاهدون هذا الإعلان مما يجعله مزعجاً للبعض أحيانا كثيرة، ولمن لا يهتمون أصلا بموضوع الإعلان.
الإعلان/ التسويق الإلكتروني جوهره التسويق الذكي، وبالتالي عرض الإعلان للشخص والمهتم، وأنت تبحر في الشبكة العنكبوتية بكل تطبيقاتها واتصالاتها تصبح كل معلوماتك تحركاتك مسجلة، لذا يكون سهلاً جداً أن تسجل الخورزميات- الرقمية اهتمامك ميولك الطبيعي وغير الطبيعي، المباشر وغير المباشر، ويسهل عليها عرض الإعلان المناسب لك، ولن تشعر بالإزعاج كثيرًا لتفوق أغلب الإعلانات التي تصلك مع هوياتك وميولك..
خورزميات تزداد ذكاء وستحولها انترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي إلى قدرة عالية على ترصد المستهلكين والبشر والعملاء بدقة ملفتة.. وبعوائد مجزية جدًا جدًا جدًا!