سلطان المهوس
نوفمبر 2016 كنت بالعاصمة بانكوك، حيث كان الاتحاد الآسيوي يناقش عبر مكتبه التنفيذي وبحضور رئيس «الفيفا» مصير طلب السعودية والإمارات اللعب بملاعب محايدة أمام الأندية القطرية بحضور العضو السعودي أحمد عيد «عضو مكتب تنفيذي» جسداً دون روح، حيث لم يكن يعرف أي شيء عن الأمر مما أفقده الأهمية خلافاً لطرف القضية الآخر الذي انضم إليه العضو الإيراني علي كافشيان مطالباً بأن تلعب الأندية السعودية بإيران!
ليست المرة الأولى ومؤلم إن لم تكن الأخيرة في إيقاع علاقة اتحاد الكرة مع ممثلي السعودية خارجياً فمنذ أن حضرت الانتخابات والأمر يسوء حتى أصبح وجهنا الخارجي « كالحاً» فاتحاد «عيد» حارب ممثلنا الآسيوي « د المدلج» بشكل لا يمكن وصفه وصل حتى الاعتراض على اختيار السعودي المدلج للجنة كأس آسيا 2019 مما اضطر الآسيوي لإدخال «عيد» عضواً وإبقاء المدلج وهي المرة الأولى أن يوجد عضوان من دولة واحدة بلجنة!
تم إبعاد «المدلج» وتغييبه عن المشهد ليصل «عيد» للاتحاد الآسيوي فانقلب السحر على الساحر، حيث أحضرت الانتخابات «اتحاد عزت» الذي لم يعترف بوجود «عيد» ولم يعترف بوجود ممثلين بلجان الآسيوي رشحهم اتحاد «عيد» سابقاً فاقتلع عدداً منهم دون حتى تقديم الشكر لهم أو إخبارهم!
باختصار وبألم.. ثقافة تدمير ممنهجة تقوم أولاً وأخيراً على الشخصنة والمزاجية بلا اعتبار أن ممثلينا خارجياً هم سفراء للمملكة العربية السعودية!
نتحدث عن أفول تأثيرنا الخارجي دون أن نسأل: لم تركنا اتحادي «عيد وعزت» يقرران « بالمزاج» تقريب من يرغبانه وإبعاد من لا يرغبانه؟!
التمثيل الخارجي للكرة السعودية تحول إلى ساحة «فوضى» لا تليق بوطننا الكبير، ولهذا علينا الإسراع بإنشاء إدارة «التمثيل الدولي» داخل هيئة الرياضة لتوقف مزاجية الاتحادات وتحولها لشللية تتقاتل لإفشال بعضها البعض!
سيذهب اتحاد عزت يوماً وسيأتي من بعده ليبعد كل من تم ترشحهم خارجياً وهكذا نقتل الإبداع وتراكم العلاقات والخبرات فالإحلال عندما يكون مدروساً ومنظماً فيعني قمة « الدقة» لكن بالشكل الذي اتبعه اتحادي «عيد وعزت» فهو - برأيي- تدمير ممنهج وإستراتيجية سلبية أتمنى أن تتوقف على الفور!
أوقفوا العبث بالملف الدولي ولتكن هيئة الرياضة «المرجع الحكومي» حاضنة التمثيل الدولي بنظام لا يمكن تغييره فمنظر ممثلينا أصبح «بايخ» بشكل واضح!
قبل أن أختم:
في تايلند أخبرت «عيد» أن لديه اجتماعاً للجنة كأس آسيا 2019 فتفاجأ ولم يصدّق حتى تأكد بأن معلومتي صحيحة فقد ألغى «اتحاد عزت» إيميله الرسمي الذي يتبع للاتحاد - تصل عن طريقه الدعوات - دون أن يشعروه ولم يعترفوا به كعضو سعودي في المكتب التنفيذي الآسيوي فاستكثروا حتى الإيميل عليه!
هل رأيتم أكثر من هذا المنظر «البايخ»؟
أثق بأن معالي المستشار «آل الشيخ» لا يرضيه ذلك أبداً كما فعل عندما تم إعفاء «أحمد المصيبيح» بعبارة «قل له لا يكلمني»!
نريد عملاً مؤسسياً لهذا الملف مثل كل البلدان لا يمكن أن يتأثر بحضور أو غياب أي « مسؤول» .
نحب «بلدنا» لذلك لا نريد إلا أن تكون صورته «ناصعة».