كل شيء قابل للانتظار ما عدا الحاجة للخدمة الصحية.
نعم كل أمر قابل للتأخير، وعدم اكتمال الجودة ما عدا ما يحقق الشفاء بإذن الله.
من هنا فتوفر الخدمة الصحية، وجودتها مطلب ملح.. في كافة المنشآت الصحية من مراكز ومستشفيات ومدن وأن تكون على أفضل مستوى.
قبل فترة قمت بدعوة كريمة، بزيارة مدينة سلطان بن عبدالعزيز الإنسانية شمال الرياض، وكم ابتهجت عندما تجولت فيها، واستمعت إلى رئيسها التنفيذي الخلوق د. عبدالله بن زرعة وهو يحدثني عن هذه المدينة وخدماتها وحصولها على العديد من الإعتمادات الطبية العالمية.
* * *
لم أكن أتوقع أن المدينة على هذا المستوى الراقي بخدماتها وعلاجها وأقسامها، ليس على مستوى مستشفيات التأهيل بالمملكة ولكن لمضاهاتها أحدث المستشفيات المتخصصة بالعالم المتقدم طبياً.
لقد زرت عدداً من أقسام المدينة سواء العلاجية أو التأهيلية.
وأبهجني وجود أقسام تتميز بها هذه المدينة مثل وجود مركز خاص لصناعة الأطراف الصناعية.. وعلى أفضل مستوى فلا يحتاج من يريد طرفاً صناعياً لطول انتظار حتى يأتيه من الخارج، بل يتم تصنيعه بالمدينة بأجود المواد وأفضل تصنيع وعلى أيدي قدرات سعودية ومن يتعاون معهم من الإخوة الوافدين.
كما رأيت خدمة متقدمة، فالمدينة لا تكتفي بالعلاج والتأهيل الطبي، بل إن من ينتهي من ذلك يذهب لقسم متميز بحيث يتم تدريبه على ممارسة حياته العادية فيتدرب..
كيف يستخدم الصرف الآلي..
وكيف يصعد المنزل وكيف يصلي... إلخ.
وقد شرحت لنا مسؤولة هذا القسم الأستاذة مشاعل الحميد ما يتم للمرضى بهذا القسم الذي يجعل الإنسان يخرج إلى الحياة من المدينة وهو يستطيع أن يخدم نفسه بنفسه كما هو شعار ورسالة هذه المدينة.. «نخدم الناس ليخدموا أنفسهم».
* * *
وبعد..
بقدر ما طرّز قلبي الارتياح لما رأيت بالمدينة من أجهزة متطورة وخدمات تأهيلية وعلاجية عالية، وطواقمطبية إدارية وطبية فنية متميزة فقد سرَّني وأبهجني أكثر تواجد هذه الكفاءات الوطنية: رجالية ونسائية وبنسبة كبيرة في كافة أقسام المدينة مع زملائهم من الكفاءات الوافدة وكلهم يعملون بإخلاص وتعامل جميل مع مراجعي هذه المدينة.
* * *
الحديث عن هذه المدينة يطول فهي مفخرة للوطن وحسبها أنها أراحت الناس من عناء السفر والغربة لطلب الخارج حيث أصبحت وزارة الصحة عندما وجدت كفاءتها وجودة خدماتها تحيل إليها الحالات التي تحتاج إلى تأهيل وعلاج.
رحم الله الأمير الإنسان سلطان بن عبدالعزيز فقد أبقى عملاً عظيماً حقق له جميل الذكر وموفور الأجر بإذن الله ووفق مجلس أمنائه من أبنائه وكافة العاملين بالمؤسسة لمزيد من العطاء والجهد بهذا الميدان الإنساني.