د. أحمد الفراج
منذ بداية أزمة قطر، تعاقدت الحكومة القطرية مع شركة ستاننقتون ستراتيجي، وهي شركة علاقات عامة أمريكية، يديرها اليهودي الأرثودكسي، نيك موزن، والهدف هو تحسين صورة قطر، ومساعدتها في فك العزلة عنها، وإنهاء المقاطعة، وتضمن العمل القطري عروضاً مغرية لرجال أعمال يهود للاستثمار في قطر، وتنظيم رحلات لبعض اليهود المؤثِّرين في أمريكا إلى الدوحة، وهذه الخطة القطرية مبنية على الإيمان بنفوذ يهود أمريكا، وقوة تأثيرهم على صانع القرار هناك، في محاولة قطرية لمساعدتها في دحض الاتهامات بدعمها للتنظيمات الإرهابية، ويبدو أن هذا أثار حفيظة الكاتب، شمولي بوتيش، وهو مؤلف وإعلامي أمريكي مثير للجدل، فكتب عن ذلك مقالاً في جريدة الجيروسيلم بوست، وهو مقال على شكل خطاب موجه للشيخ تميم بن حمد.
شمولي بوتيش تحدث في مقاله عن الجهد الذي تقوم به حكومة قطر في الأوساط الأمريكية، وانتقد اليهود الذين تجاوبوا مع الحملة القطرية وزاروا الدوحة، وقال إنهم وجدوا صعوبة في رفض عرض الزيارة المغري وما يتبعه من مغريات أخرى، ثم قال بسخرية: «إن هؤلاء اليهود الذين قبلوا دعوة قطر للزيارة يعلمون أنها تدعم الإرهاب، وهو الإرهاب الذي يقتل الأبرياء، ولكن بعضهم قال لي إنه من الأفضل لهم أن يستفيدوا من أموال قطر، بدلاً من أن تستفيد منها منظمات الإرهاب!»، ثم يؤكد أن كل جهود قطر ستفشل، ليس لأن اليهود ليس لهم تأثير كبير، ولكن لأن شركة العلاقات العامة، التي استأجروها لتحسين الصورة، لن تستطيع إقناع إدارة ترمب أن تدير وجهها وتتجاهل دعم قطر للتنظيمات الإرهابية ولإيران!
ثم يواصل الكاتب سخريته من حكومة قطر، التي وثقت بشركة علاقات عامة انتهازية، ويتساءل: «إذا كان هؤلاء اليهود قبلوا أموالكم وأنتم تدعمون حماس التي تعلن عداءها لإسرائيل، فكيف تصدقون أنهم سيكونون مخلصين في العمل معكم»، ثم يخاطب الكاتب أمير قطر، ويقول إن النصيحة الصادقة هي التي يجب أن تستمع لها، بعيداً عن شركات العلاقات التي تبحث عن المادة، ونصيحتي لك، إذا كنت تريد النجاة، أن تتوقف حكومتكم عن دعم الإرهاب، وعن دعم إيران، المسؤول الأول عن قلاقل الشرق الأوسط، وأن تتوقف قناة الجزيرة عن نشر البلبلة والفوضى، ثم يحذّر أمير قطر من أنه إذا لم يفعل ذلك، فإن قطر ستخسر دعم المجتمع الدولي، الذي بدوره سيطالب بتغيير النظام الحاكم في قطر، وحينها لن تنفع قطر الأموال الطائلة، ولا المقالات المدفوعة الثمن، وخلاصة المقال هي أن عناد حكومة قطر، وإصرارها على مواقفها بدعم الإرهاب، لن ينجيها من العزلة والتغيير، مهما بذلت من جهود وأنفقت من أموال!