سعد بن عبدالقادر القويعي
تنويه رئيس حملة السكينة التابعة لوزارة الشؤون الإسلاميّة والدعوة والإرشاد الشيخ عبدالمنعم المشوح، بأنه: «رغم استهداف داعش، والقاعدة في إعلامهما، وتحريضهما ضد المملكة بشكل مُكثّف، إلا أنه لم تنجح التنظيمات في تكوين أي مركز إرهابي، أو خلايا مركزيّة شاملة»، دليل على نجاح الاستراتيجية السعودية الشاملة، والمستمرة في حربها على الإرهاب، وتجفيف منابعه بكافة أشكاله، وأيّاً كان مصدره، وأهدافه، خصوصًا مع التطورات الإقليمية الراهنة، وهو ما جعلها تحظى بتقدير محلي، ودولي؛ نظراً لنجاعتها، ومعالجتها الناجحة عبر جهود كبيرة، ومبنية على أسس علمية، وعميقة.
كانت السعودية، ولا تزال هدفًا رئيسًا لعمليات، ومخططات التنظيمات الإرهابية -طوال السنوات الماضية-؛ لإدراكها لأهمية الدور الريادي الكبير الذي تضطلع به في قيادة الأمتين الإسلامية والعربية، إضافة إلى حجم مكانتها الكبيرة الإقليمية، والدولية سياسيًا واقتصاديًا ودينيًا؛ ولأنها الرائدة في مجال مكافحة الإرهاب، فقد ساهمت بفاعلية إيجابية في اللقاءات الإقليمية والدولية في بحث موضوع مكافحة الإرهاب، وتجريم الأعمال الإرهابية وفق أحكام الشريعة الإسلامية التي تطبقها المملكة، واعتبارها ضمن جرائم الحرابة التي تخضع إلى أشد العقوبات.
وفي المقابل، فقد عززت وطورت الأنظمة، واللوائح ذات العلاقة بمكافحة الإرهاب، والجرائم الإرهابية، وتحديث، وتطوير أجهزة الأمن، وجميع الأجهزة الأخرى المعنية بمكافحة الإرهاب.
منذ أن وقعت المملكة على معاهدة مكافحة الإرهاب الدولي في منظمة المؤتمر الإسلامي خلال شهر مايو 2000م، وهي تقدم تجربتها الرائدة في مكافحة الإرهاب على مستوى العالم في المحافل الدولية، وتقود المجتمع الدولي في الحرب على الإرهاب، وكل من وقف خلفه، سواء من آلة الدعاية الأيديولوجية المتطرفة للتنظيمات الإرهابية، أو الأنظمة المتحالفة معها بكل حزم، وصرامة، واتخاذ تدابير، وإجراءات أمنية في مجال مكافحة الإرهاب على مستويات متعددة محليًا ودولياً، وذلك من خلال بناء خطط استراتيجية، وقيم فكرية في مكافحة الإرهاب، والتعامل معه.
في ظل هذه القراءة محل البحث، فإن الإرهاب لا يفرق بين قيم الحق، وشعارات الباطل، ولا يراعي الذمم، والضمائر، ولا يقدر الحرمات؛ فتجاوز حدود الدول، وتغلغل في علاقاتها؛ الأمر الذي جعل السعودية تزداد إصراراً على مواجهة التنظيمات الإرهابية، والإرهابيين، واجتثاث هذه الآفة الخطيرة من جذورها؛ ما يجعلني أختم هذه المقالة بمقولة أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، بأن: «المملكة العربية السعودية لا تدخر جهدًا في مكافحة الإرهاب فكرًا، وممارسة بكل الحزم، وعلى كل الأصعدة».