محمد بن علي الشهري
تزامنت حالة التردّي الفني والأدائي والنتائجي التي يعيشها الهلال في هذه الآونة، مع (هبّة) الدعم السخي والمشكور، المادي والمعنوي، الرسمي والخاص، الذي تحظى به الفرق المنافسة للهلال على مقدمة الترتيب، ليشكل ذلك الدعم غير المسبوق عبئاً ثقيلاً آخر على الهلال يجب عليه أن يتحمّل وحده تبعاته في نهاية المطاف؟!
ففي الوقت الذي يتساقط فيه نجوم الهلال الأكثر تأثيراً إما بسبب المخاشنات أوكثرة المشاركات مع النادي والمنتخبات، وبالتالي غيابهم عن خدمة الفريق لمدد تتجاوز الأشهر، يتم تزويد الفرق المنافسة بأكثرمن حاجتها من العناصر الأجنبية والمحلية بأسرع وقت ممكن، تحت ذريعة انتشال تلك الأندية من المآزق التي أوقعتها إداراتها فيها.
أنا ومن بشاطروني الرأي لسنا ضد ذلك الدعم في حد ذاته، ولكن أعتقد أن من حقنا التعاطي مع جملة التساؤلات التي فرضتها بعض جوانب ذلك الدعم، توقيتاته، التباين الكبير في أحجامه بين ناد وآخر؟! ولا سيما أن معظم ذلك الدعم قد تم عن طريق اعتساف اللوائح والأنظمة.. هذا عدا أنه قد جاء بمثابة مكافأة للأندية اللمخالفة والمتقاعسة عن القيام بدورها المفترض، في حين أنه قد جاء بمثابة العقوبات بحق الأندية الملتزمة التي لم تشكل أية أعباء على المنظوكة الرياضية، وكأن المراد من ذلك الدعم إسقاط المتصدر؟!
فهل سيجد صاحب مشروع الدعم غير العادل من المبررات ما يقنع به أنصار المتصدر من أن النوايا كانت سليمة فيما لو استمرالحال على ما هو عليه، والذي يوحي بأن إسقاط صدارته ما هي إلاّ مسألة وقت لا أكثر؟!
ومع ذلك تظل قناعتنا راسخة بجدوى ما يجسده ويتخذه معالي المستشار تركي آل الشيخ من تدابير وإجراءات غير مسبوقة تصب في مصلحة حاضر ومستقبل رياضتنا الخضراء، ونشدّ على يده، وندعو الله له بالتوفيق والسداد.. فقط نحن ننشد العدل كي تعم الفائدة.
توثيق الزعامة
(سبحان الله) كنت قد كتبت الموضوع أعلاه قبل سويعات قلائل من انتشار خبر حصول الهلال على المركز الأول آسيوياً، والتاسع والعشرين عالمياً، ليكون هذا الخبر بمثابة التعزيز والبرهان على وجاهة مطالبي بضرورة توخي التوازن العادل عند اعتماد التقييم مراعاة للفوارق الجوهرية بين الأندية المنتجة ذات الباع الطويل في تشريف الوطن، وبين الأخرى التي لا خيرها ولا كفاية مشكلاتها.
فلطالما كان الهلال، وسيظل، إن شاء الله، واجهة مشرقة ومشرّفة للأندية والكرة السعودية.. وأن أي دعم يحظى به لا يذهب هباءً، بل لا بد أن يؤتي ثماره، فضلاً عن كونه الرافد الأول لمنتخباتنا الوطنية ولا (مِنة) في ذلك ولكن من باب (ذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين).
الجميل في الإنجاز أنه قد جاء في وقت نحن بأمس الحاجة إليه.
من التراث:
(حيا الله اللي يفيب ويسرع الرّدّة
اللي يجيني إلى منّه تباطاني)