سعد السعود
عانت أكثر الفرق من تواضع مستوى الأجانب.. وتجرعت بسبب سوء الاختيار علقم المقالب.. فقاسى الفريق هذا ما قاسى من سوء الظهور.. وعانى الفريق ذاك ما عانى من خطر الهبوط.. لتكون فترة الانتقالات في يناير طوق النجاة.. هكذا يفترض.. وهكذا كان يجب أن يكون!
لكن حل يناير.. وكل فريق إلا ما ندر حاير.. وقدمت فترة الانتقالات.. وما زالت أغلب الفرق غارقة في المفاوضات.. فلم تحسم أكثرها أمرها بمن يبقى ومن هم المغادرون.. ولا أستثني من ذلك سوى فريقي الاتفاق والباطن.. وعداهما فبقي هذا يفاوض مع لاعب ثم يتراجع.. ويذهب ذاك لآخر لكنه يخشى تقلب المواجع.. فيفكر ألف مرة قبل أن يوقع.
هكذا تعاني فرقنا.. فالشباب مثلاً والذي تخطفه شبح الهبوط في جولات.. سمعنا من مسؤوليه الوعود بالجملة حتى أيقن المشجع من تحقق الأمنيات.. لكن هيهات هيهات.. وكل ما يخشاه المحب أن فوز الفريق ببعض المباريات.. جعل اللغة تتغير لتذهب أدراج الرياح كل التطلعات.. لذا فالمشجع يمني نفسه من بدء يناير بالسرعة في إجراء المفاوضات.. ولعل قدوم مؤيد لافي ثم سباستيان أوبيلا ليس آخر التغييرات.. لتكون بطولة كأس الملك هي القادم في سلم الأولويات.
والهلال الذي فشل باختيار ماتياس وغادر غير مأسوف عليه.. وداهمت ادواردو الإصابة فأنهت موسمه قبل أوانه.. هذا الهلال الذي طالما تفاخر محبوه بالتفات شرفييه لا زال حتى كتابة المقال وبعد مضي 15 يوماً من بدء فترة الانتقالات في وضعية الانتظار.. فالمواليد لم يوقع مع أحد.. والأجانب نسمع عن بن شرقي.. أما غيره فلا أحد.. رغم أن الفريق فقد في الدوري العديد من النقاط والتي كانت بمتناول اليد.
أما النصر فربما هو الأفضل عطفاً على حماسة إدارته الجديدة.. فمركز الظهير تأمن من كلا الجانبين بلاعبين من طراز رفيع.. لكن هذا التميز لم ينعكس على بقية المراكز.. فالحسم مؤجل حتى إشعار آخر.. رغم حاجة الفريق لانتعاشة تقيله مما يتكبده من ألم.. وتعيد لمحبيه بسمة فقدوها منذ أمد.
هكذا كان يناير لدى الأغلب وضربت مثلاً بالبعض.. وكأني به قد داهم الفرق على حين غرة.. في حين أن فترة التسجيل بموعدها معلومة منذ الصيف.. ويناير لم ولن يتغير قدومه في كل عام.. فلماذا هذا التسويف؟ وعلام اضطر اتحاد الكرة ليؤجل جولة بحجة الاستفادة من التعاقدات وكأنه يكافئ المقصرين؟! أين العدالة؟! ولماذا اختفت الأنظمة؟! وهل اللوائح أصبحت الحلقة الأضعف في كرتنا ليتم اختراقها كلما أراد المسؤول أمراً؟! عجبي.
حراس المنتخب عادوا.. وماذا يعني؟!
الخبر قد يكون مفرحاً لفرقهم للوهلة الأولى.. هكذا يظن المتابع البعيد.. وهكذا يجب أن يكون الاستنتاج المنطقي وأحسب أني لا آتي بجديد.. فحتماً من يرتدي زي منتخب الوطن سيكون الأفضل.. وإلا لما تم اختياره ونال حظه من المشاركة والدفاع عن ألوان الوطن.
لكن ولأكون صريحاً فلا أظن بديهية ما قلته أعلاه واقعاً.. فالهلال بوجود الحبسي حتماً سيكون مرماه بمأمن أكثر من المعيوف.. والاتحاد مع فواز القرني أكثر طمأنينةً منه مع عساف.. والأهلي أصبح مرماه عصياً على الأهداف مع المسيليم بعدما كان مسرحاً لها مع العويس.. ولا أظن وليد عبدالله في النصر ببعيد عن شيعان.
لذا فكلي أمل أولاً من مدرب المنتخب بأن يعيد حساباته في اختياراته بهذا المركز الحساس ويكون الاختيار للأفضل وليس للاسم.. كما أني أتمنى ممن يفترض أنهم حراس المنتخب العائدون العمل أكثر والرفع من مستواهم بزيادة التدريبات ورفع مستوى جودة الأداء سواء بالتمرينات أو في المباريات.. ليكون بإذن الله شباك الأخضر بالمونديال في أحسن حال.
آخر سطر
قيل: سوف يسألك الشتاء عما فعلته في الصيف.