بفضل من الله وكرمه وفق قطاع الإعلام الوطني منذ بداياته الأولى بشقيه المسموع والرائي بقامات إعلامية بارزة وفعالة من تلك الجنسين معاً منذ عهد بعيد عبر أجهزة البث المرئي والمسموع مما جعل المواطن يتابع هذه الأجهزة باهتمام بالغ بلا انقطاع لتلك البرامج المتعددة فإن الاسترسال عن هذه الحقبة الزمنية ذو شجون، فقد كان لهؤلاء الإعلاميين شأن كبير في مجال الإتقان والموهبة، فقد أبدعوا في إتقان اللغة العربيَّة تحدثاً ومهارة وتفوقاً في عصر لم تكن أقسام الإعلام موجودة في صروحنا العلمية في ذلك الوقت، حيث إن التواصل بين أبناء الوطن الواحد أمر مطلوب ومرغوب في كافَّة الأحوال وعلينا جميعاً أن نتذكر دائماً جهود هؤلاء الإعلاميين السابقين الذين أسهموا بجهودهم الجبَّارة في رفع مستوى ذلك القطاع الهام، وقد كان للرعيل الأوَّل عمل كبير في تطوره بشتى السبل إلى جانب إبراز مراحله من خلال ما يقدم وما يعرض عبر الشاشة الفضية والذهبية والمسموعة فقد أقاموا جسوراً مع مؤسسات المجتمع إلى تفعيل ذلك القطاع وتطوره وتنميته حتى يؤدي الرسالة المرجوة منه على أكمل وجه وأحسن صورة ومن خلال تلك المقدمة القصيرة سابقة الذكر لابد أن نشير إلى هؤلاء الكوكبة المتألقة من المذيعين البارعين الذين قدموا أنفسهم على الساحة للمستمع وللمشاهد بكل مهنية واحتراف واقتدار أنهم من عمالقة الإذاعة والرائي الذين اتحفوا مسامع أبناء هذا الوطن المعطاء بأصواتهم ومواضيعهم وبرامجهم ولقاءاتهم وندواتهم ومحاضراتهم، فالمجتمع بحاجة ماسة إلى هؤلاء الذين لا يقارنون بجيل اليوم فهناك فرق شاسع وكبير بينهم لأن جيل القديم عشقوا تلك المهنة وأخلصوا لها بكل أمانة وإخلاص وتفانٍ وجد واجتهاد وعناية وإتقان مستندين على قول الله عز وجل : {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ} (وقال تعالى-): {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (وقال يحي ابن معين [اني لأحدث بالحديث فأسهر له مخافة أن أكون قد أخطأت فيه].
حيث إن المواد الإعلامية تستدعي الأمانة والمصداقية في بذل الجهد في إعدادها بالشكل المطلوب التي تحمل بين طياتها وجنباتها جواهر المادَّة العلمية التي تمتاز بعمق الافكار وتوارد الخواطر وترادف المعاني وتدفق العواطف وسمو العبارة وجمال البيان بتأن وروية بغية الوصول إلى نتائج علمية مليئة بالفائدة.
مع اهتمام المذيع بالإتقان وضبط الجودة وتحسين الأداء وصرف النظر عن التوسع الزائد مع إثراء العملية الإعلامية التي تحقق أسمى أهدافها وغاياتها مع إعلاء شأن الكيف على حساب الكمّ فهو يترك من خلال المواد الجيِّدة بصمات واضحة في نفوس المجتمع فهو بذلك لا يجعل مهنة الإعلام وسيلة يصل بها إلى اغراض دنيوية من جاه أو مال أو سمعة أو شهرة وتراه يتنزه عن دنيء المكاسب ورذيلها ويتجنب عن مواضع التهم والريبة.
فهو ينهض بمصالح الأمة ويأخذ بأحسن الأفعال الظاهرة والباطنة بالقدر الممكن فهذا يوجب علينا ألا نوحد مستوى قدرات هؤلاء الإعلاميين ولا يعقل أن يكون جميعهم في مستوى واحد من قدرة الاستيعاب أو سرعة الفهم أو حاضرة البديهة، وهذا الأمر يتطلب من كل إذاعي بذل المزيد من الجهد والأناة والتروي وسعة الصدر لإثبات الوجود، فهو يتعامل مع أطياف وأعراق المجتمع بحسب معطيات شخصيته، فإليك أيها القارىء الكريم بعض أسماء هؤلاء الذين كان لهم شأن كبير في خدمة وسائل الإعلام سواء على نطاق الإذاعة أو الرائي في مراحلها الأولى ومنهم الدكتور - بدر بن أحمد كريم يرحمه الله الذي يعتبر من الإعلاميين المتألقين على مستوى الإعلام العربي، حيث إنه أبدع في هذا المجال كهاوي في البداية حتى تمكن بعد توفيق الله أن يكون مرجعاً وقامة إعلامية يضرب بها المثل في كل محفل إعلامي.
وكذلك الأستاذ/ ماجد الشبل - يرحمه الله الذي يتمتع بثقافة عالية ومهارات ومعارف إعلامية يستند عليها كل إعلامي في عمله.
إلى جانب أنه محاور بارع يمتاز بسرعة البديهة، حيث إنه أتحف وأثرى الإذاعة والرائي بالعديد والعديد من البرامج الثقافية والأدبية والعلمية والدينية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية إلى جانب اللقاءات مع كبار الشخصيات المحليَّة والعربيَّة والإسلاميَّة والدوليَّة التي لاتزال يذكرها أجيال الأمس.
وكذلك الأستاذ/ محمد كامل خطاب - يرحمه الله - الذي يمتاز بالصوت الجميل، وكذلك الأستاذ/ فهد الحمود الذي يمتاز بحسن الأداء وكذلك إلمامه بجميع المهارات والمعارف الإعلامية، وكذلك الدكتور/ حسين نجار مدير إذاعة جدة الذي يمتاز بحسن الصوت والأداء المميز إلى إخلاصه وأمانته فقد سطر العديد من إبداعاته التي تبرز شموخ الإعلام السعودي.
وكذلك الأستاذ/ محمد الرشيد، والأستاذ/ محمد الشعلان - يرحمه الله - كبير المذيعين بإذاعة الرياض، حيث إنه يمتاز بصوته الجميل إلى جانب أن له مساهمات إعلامية واضحة وبارزة على المستوى الإعلامي وقد شارك في عدة برامج قيمة.
وكذلك الأستاذ/ علي النجعي الذي يمتاز بصوته الجميل إلى جانب أنه يلعب دوراً كبيراً في جلسات الحوار وله تأثير قوي ومباشر وقدرة فائقة على أبجديات الحوار. إضافة إلى تدرجه في عدة مناصب كبيرة في وزارة الإعلام.
وكذلك الأستاذ/ زهير الايوبي - يرحمه الله - الذي يعتبر من عمالقة الإعلام السعودي في تلك الحقبة الزمنية، وكذلك الأستاذ/ غالب كامل شفاه الله الذي كان يتمتع بخبرة كبيرة وتريث وقدرة على ضبط النفس أثناء التحدث وقراءة الأخبار.
وكذلك الأستاذ/ سبأ باهبري الذي يمتاز بحسن الصوت والأداء.
والأستاذ/ فاروق كابلي، وكذلك الأستاذ/ خالد اليوسف - يرحمه الله - الذي يمتاز برقة الصوت وكذلك الأستاذ/ عدنان صعيدي والأستاذ/ أحمد الغامدي والأستاذ/ عبدالكريم المقرن الذي يمتاز بحسن الصوت والأداء، والأستاذ/ جميل سمان - يرحمه الله -.
والأستاذ/ محمود كنانة - يرحمه الله -.
والأستاذ/ سليمان العيسى - يرحمه الله -.
والأستاذ/ علي الثقفي.
والأستاذ/ طاهر زمخشري - يرحمه الله -.
والأستاذ/ عبدالله راجح.
والأستاذ/ عبدالستار سبحي.
والأستاذ/ أمين قطان.
والأستاذ/ حسن دردير.
والأستاذ/ عبدالرحمن يغمور المذيع المخضرم.
والأستاذ/ حسن يحيى كتوعة.
والأستاذ/ سليمان عبيد.
وكذلك الدكتور/ محمد بن أحمد صبحي الذي يعتبر من القامات الإعلامية المتميزة وأحد الذين أسهموا في تطوير الإعلام.
وكذلك الدكتور/ عبد الرحمن الشبيلي.
والأستاذ/ ياسر الروقي.
وكذلك الأستاذ/ خميس سويدان.
والأستاذ/ ناجي محمود طنطاوي.
وكذلك الدكتور/ علي الخضيري.
والأستاذ/ عباس فائق غزاوي - يرحمه الله - الذي خدم الإعلام السعودي بجهوده الجبَّارة إلى جانب أنه واحد من القيادات الإعلامية القريبة من المسؤولين بالوزارة ومن الذين تقلدوا مناصب عدة.
وكذلك الأستاذ/ منصور الخضيري.
والأستاذ/ طامي - يرحمه الله - الذي أبهر المجتمع بكامله من خلال إذاعته.
والدكتور/ محمد العوين الذي يمتاز بحسن صوته.
ومن خلال ما ذكر آنفا عن عمالقة الإعلام - فإن الحديث سيمتد إلى بعض المذيعات السعوديات اللاتي كان لهن دور فاعل وكبير وبارز على الساحة الإعلامية على الرغم من الصعوبات والتحديات والعوائق التي واجهتهن في بداية حياتهن العملية في هذا القطاع الهام فقد استطعنا إثبات وجودهن على الساحة بكل عزيمة وإصرار، فالإعلام له دور كبير في تثقيف الأسرة في كافة المجالات الحياتية حتى تقوم بدورها داخل المجتمع بأيسر الطرق، وإليكم أسماء تلك المذيعات اللاتي أسهمن في خدمة هذا القطاع:
الأستاذة/ سلوى الحجيلان، والأستاذة/ سلوى إبراهيم، والأستاذة/ شيرين شحاته، والأستاذة/ نجاة العواد، والأستاذة/ أسماء عزيز ضياء، والأستاذة/ دلال عزيز ضياء، والأستاذة/ سناء بكر يونس، والأستاذة/ دنيا بكر يونس، والأستاذة/ وفاء بكر يونس فقد أسهمن في تقديم البرامج المتعددة والمتنوعة بكل شجاعة واقتدار.
وكذلك الأستاذة/ مريم الغامدي التي تمتاز برقة الصوت وحسن الأداء التي تتمتع بثقافة عالية وإلماماً بكافة المهارات والمعارف الإعلامية - وكذلك الأستاذة/ سلوى شاكر التي تمتاز بصوت إذاعي مميز، وكذلك الأستاذة/ نوال بخش التي تمتاز بحسن الصوت، وكذلك الإذاعية - نجوى مؤمنة التي تمتاز بفن الإبداع في إذاعة جدة عبر برامجها المتميزة التي تطرح فيها الكثير والكثير من القضايا الاجتماعيَّة والأسرية المتعددة التي تعالج العديد من الأمور المستعصية.
فإن البرامج التوعوية والتثقيفية التي تقدم خلال الإذاعة والرائي له دور فاعل ومؤثر في توعية المجتمع، حيث إن هذه البرامج قد أعدت إعداداً مناسباً بعيد كل البعد عن التكلف والمبالغة مع الاعتماد على تقدير ذهنية المتلقي ومع احترام تفكيره.
وفي نهاية هذا المقال القصير لابد أن نشير بجهود هؤلاء الذين أسهموا في رقي الإعلام في بلادنا منذ مراحله الأولى، حيث إنهم يبقون قامات إعلامية لا يشق لها غبار في ذلك الوقت فقد حازوا على التقدير والاحترام والإعجاب من كافة الجهات المعنية ومن كافة أطياف وأعراق المجتمع لأنهم رسموا صورة الإعلام المعتدل خدمة لهذا الوطن المعطاء، وأعتذر عن أسماء أخرى وقامات إعلامية كبيرة ممن فات علي ذكرهم عن غير قصد.
والله الموفق والمعين.
** **
- الرِّياض