«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
لا يختلف اثنان على أن الشباب ومنذ مرحلة مراهقتهم حتى وصولهم لمرحلة الشباب الفعلية يحتاجون إلى اهتمام من الأسرة والمجتمع وحتى الدولة. وبفضل الله يعيش الكثير من شبابنا في مجتمع تميز بالقيم والمبادئ وعلى قدر كبير من الوعي وسعة الأفق مما جعل شبابنا - ونقولها بصراحة وفخر - أفضل من غيرهم من شباب العديد من الدول، فما زالوا محافظين على قيمهم الإسلامية وابتعادهم عن الظواهر السلبية التي اجتاحت شباب العالم. فشبابنا - ولله الحمد والمنة - تجدهم محافظين على صلواتهم متمسكين بانتمائهم للأسرة وتواصلهم المجتمعي، كذلك مشاركتهم في العديد من الأنشطة والفعاليات الشبابية والتطوعية. ورغم أن فترة الشباب وفي مختلف دول العالم تتميز بكثرة ما فيها من مشكلات وسلبيات وترجع بالتالي إلى افتقاد البعض منهم إلى الخبرة وعدم الوعي الكافي وعدم فهمهم للمحيطين بهم. إلا أن وطننا الغالي ومنذ عقود اهتم بالشباب بل ومنذ المراحل الأولى للتعليم فغرس فيهم كل القيم الصالحة ووفر لهم التعليم المجاني منذ المراحل الأولى حتى المرحلة الجامعية بل ضخ المليارات ودون تردد في برامج الابتعاث. ولم تبخل الدولة عن دعم كل متميز في المجال. ومنذ تسلم ولي عهدنا المحبوب زمام مسئولياته وهو ينحاز لشباب وشابات الوطن ففتح لهم المجال واسعًا في البرامج الإبداعية المختلفة أكان من خلال برامج مؤسسته الخيرية «مسك» أو عبر العديد من القنوات والبرامج والفعاليات. ورهان قيادة المملكة على شبابها لم يأت من فراغ وإنما جاء لحكمة القيادة وحصافة فكرها ونظرتها المستقبلية، وبرز ذلك في أسلوب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين محمد بن سلمان - حفظهما الله - لوعيهما الكبير بأن الشباب هم ثروة الوطن الحقيقية ودرعها القوي، وراح كذلك أصحاب السمو أمراء المناطق والمحافظات بدعم برامج الشباب واستقطابهم وتشجيعهم ورعاية أنشطتهم المختلفة الإبداعية والإنتاجية والتي حظيت بتقدير وتشجيع كبيرين من الجميع مسئولين ومواطنين.. وخلال الأيام الماضية ومن ضمن برامج المهرجانات التي أقيمت في العديد من مناطق ومحافظات المملكة والتي غطتها مختلف وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئي نجد الأضواء مسلطة على ما قدمه أبناء الوطن من الشباب ومن كلا الجنسين. والمتابع لخطط الدولة وبرامجها نجدها زاخرة بكل ما يخدم أبناء الوطن من الشباب إيمانًا وشعورًا منها بأنهم أهل للثقة وهم القادروعلى تحمل المسؤولية في استمرارية عجلة التنمية وتنفيذ برامج الوطن المختلفة في مختلف المجالات.. والمحافظة على الإنجازات والمكتسبات. ومن هنا نجد سعيها الدائم في تشجيعهم وتأهيلهم ومنحهم الفرص للمساهمة في اتخاذ القرارات وإتاحة الفرصة لهم للعب دورهم الحياتي والعملي في العمل لخدمة الوطن، وطن الخير والتسامح والتعايش والتنمية. وليؤكد الوطن أنه مع الشباب وإن هذا الكيان الشامخ وبنيانه السامي لم يقم إلا على سواعد الشباب ومنذ وحد المؤسس - طيب الله ثراه - هذه الأرض الطيبة والمباركة. بارك الله فيها وفي قيادتها وشبابها.. إنه سميع مجيب.