فهد بن جليد
قبول محطات البنزين للدفع عبر بطاقات الصراف الآلي عن طريق الدفع الإلكتروني لا يجب أن يبقى ميزة اختيارية لبعض المحطات، فالمُنتظر أن تُلزم جميع المحطات بتوفيرها بشكل إجباري في ظل تغير أسعار البنزين، أولاً للتسهيل على العميل في طريقة الدفع بشكل آمن دون الحرج من عدم حمله سيولة نقدية, ووضع كل الخيارات أمامه ضمن توصيات مؤسسة النقد الاستراتيجية في تقليل التعاملات النقدية, وثانياً للناحية الأمنية حيال حمل (عامل المحطة) لمبالغ نقدية كبيرة في أوقات مُتأخرة ومُواقع نائية أحياناً على الطرقات ومداخل المُدن.
بحسبة بسيطة لو افترضنا أنَّه في كل محطة هناك 3 عمَّال، كل واحد منهم خلال ورديته قام بتعبئة 100 سيارة بمتوسط 30 ريالاً في كل مرّة على الأقل، فهذا يعني أنَّ العُمَّال الثلاثة يحملون مبالغ نقدية من فئات مُتعدِّدة تعادل 9000 ريال إن لم تكن أضعاف هذا المبلغ، وهو ما قد يشجع بعض ضعاف النفوس للاعتداء عليهم، أو ربما يغري بعضهم لعمليات الاختلاس أو الهروب، لذا اقترح أن يكون خيار الدفع الإلكتروني عبر الشبكة السعودية مُتاحاً بشكل إجباري أمام من يرغب الدفع بهذه الطريقة، من صالح الجميع.
سابقاً كنَّا نتطلع لنشر المضخات الإلكترونية, والاستغناء نهائياً عن عُمَّال محطات البنزين إلا في تلك المسارات الخاصة بالمُعوقين أو أصحاب الحاجات, فوجودهم بهذه الكثافة وحركتهم تبعاً لأبواق السيارات واستعجال أصحابها مع البقاء داخل مركباتهم مُنشغلين بتصفح الهواتف أو أي أمر آخر - ليدفعوا فقط - ومن ينظر منهم إلى المبلغ في عداد المضخة قليل، ربما كانت من علامات الكسل المُجتمعي التي قد تُستغل من قبل هؤلاء العُمَّال.
علينا نشر ثقافة الدفع الإلكتروني في كل تعاملاتنا في المولات والمقاهي والمطاعم والبقالات الصغير ومحطات البنزين والتعرف على ميزاتها وفوائدها, فالكل يجتهد لتفعِّيل المصرفية الإلكترونية في التعامل المُطلق، لحفظ الحقوق، وعدم إهدار المبالغ الصغيرة، وسهولة الرجوع للأمر عند أي طارئ، وللأسف نحن على مقياس هذه المسطرة المالية ينظر إلينا كأكثر الشعوب حملاً للنقد، وهذا غير صحي وخطر علينا داخلياً وخارجياً، ويجعلنا دائماً محط استغلال الآخرين وطمعهم، خصوصاً عندما تكون المبالغ المُتبقية صغيرة، والأكثر غرابة عندما يقوم (الزبون السعودي) في المطعم أو المقهى بإعطاء الرقم السري للعامل أمام أصدقائه, ليقوم هو بإدخال البطاقة وخصم المبلغ، هل هي ثقة أم كسل أم هياط من النوع الإلكتروني الفاخر.
وعلى دروب الخير نلتقي.