رأس تنورة - ناصرالعجمي:
أوضح المستشار التربوي إبراهيم البراهيم، أنه يقع على عاتق المنظومة التعليمية والتربوية مهمة بناء مجتمع قائم على المعرفة والعمل على تنشئة الأجيال بطريقة عصرية، ومساعدتهم على مواكبة الأحداث والتقدم مع المستجدات والانطلاق بهم نحو آفاق المستقبل مع المحافظة على أصالة الموروث.
وقال: مع أن كل عناصر مدخلات النظام التعليمي تؤثر في العملية التربوية، إلا أن المعلم مفتاح عملية التنمية الإنسانية وعامل حاسم في نجاح أو فشل التربية في أي مجتمع. ولهذا يرى بعض المختصين والمهتمين في مجال التربية والتعليم، أنه ليس هناك مدرسة أفضل من مدرسيها، وليس هناك منهج أو وسيلة للتعلم يمكن أن ترتفع فوق مستوى المعلم. مشيراً إلى أن الآمال معقودة في المجتمع المعاصر على المعلم الكفء القادر على أداء مهام المهنة والقيام بواجباتها وأعبائها وفق معايير الأداء المطلوبة.
وأضاف: أن الدراسات والأطروحات العلمية ومنظمات ومؤسسات رسمية وغير رسمية أثبتت أن المعلم هو قدوة لطلابه خاصة، وللمجتمع عامة، وهو حريص على أن يكون أثره في الناس حميداً باقياً، لذلك فهو مستمسك بالقيم الخلقية والمثل العليا ويدعو إليها ويبثها بين طلابه والناس كافة ويعمل على شيوعها واحترامها ما استطاع. كيف لا وهو أحد العوامل الحاسمة في تحقيق أهداف السياسات المختلفة للتعليم. وذكر البراهيم أن أخلاقيات مهنة التعليم وأخلاق المعلم يقودانه للنهوض بالمجتمع.
وقال: في وقت مضى نشر مكتب التربية العربي لدول الخليج إعلان أخلاق مهنة التعليم الذي أقره المؤتمر العام الثامن لمكتب التربية العربي لدول الخليج بأن المعلم والمجتمع عنصران مترابطان، وهو موضع تقدير المجتمع واحترامه وثقته، لذلك فهو حريص على أن يكون في مستوى هذه الثقة وذلك التقدير والاحترام، يعمل في المجتمع على أن يكون له دائما في مجال معرفته وخبرته ـ دور المرشد والموجه ـ يمتنع عن كل ما يمكن أن يؤخذ عليه من قول أو فعل، ويحرص على ألا يؤثر عنه إلا ما يؤكد ثقة المجتمع به واحترامه له.
وأكد البراهيم أن الجهات المختصة تسعى إلى توفير أكبر قدر ممكن من الرعاية للعاملين في مهنة التعليم، بما يوفر لهم حياة كريمة تكفيهم عن التماس وسائل لا تتفق وما ورد في هذا الإعلان لزيادة دخولهم أو تحسين ماديات حياتهم. والمعلم صاحب رأي وموقف من قضايا المجتمع ومشكلاته بأنواعها كافة، ويفرض ذلك عليه توسيع نقاط ثقافته، وتنويع مصادرها والمتابعة الدائمة للمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ليكون قادراً على تكوين رأي ناضج مبني على العلم والمعرفة والخبرة الواسعة يعزز مكانته الاجتماعية، ويؤكد دوره الرائد في المدرسة وخارجها. والمعلم مؤمن بتميز هذه الأمة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو لا يدع فرصة لذلك دون أن يفيد منها في أداء هذه الفريضة الدينية، تقوية لأواصر المودة بينه وبين جماعات الطلاب خاصة والناس عامة، وهو ملتزم في ذلك بأسلوب اللين في غير ضعف، والشدة في غير عنف، يحدوه إليهما وده لمجتمعه وحرصه عليه بدوره البناء في تطويره، وتحقيق نهضته.