الجزيرة - واس:
يُعد متحف «الصادرية» أحد أهم المتاحف الخاصة بالمملكة، وهو من أهم المراكز السياحية والتراثية في محافظة وادي الدواسر ومنطقة الرياض، ويضم العديد من التحف المعمارية التي تمثل نماذج من العمارة العربية والإسلامية، مثل العمارة النجدية والعسيرية، كما يحوي مجسمات وآثاراً لأنماط الحياة بوسط الجزيرة العربية عبر القرون حتى العهد السعودي.
ويقع المتحف على مساحة 14 ألف متر مربع، ويفتح أبوابه للزوار من المواطنين والمقيمين والوفود الرسمية والدبلوماسية والتعليمية والعلمية وضيوف المملكة مجاناً، حيث تمكن سلمان بن حمود الهدلاء على مدار ما يزيد عن 40 عاماً، من جمع أكثر من 30 ألف قطعة أثرية ومخطوطات لعصور مختلفة، وما يقدر بـ 5 آلاف عملة نقدية، في متحفه الخاص «الصادرية»، المرخص من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في منطقة الرياض.
ويشارك المتحف في العديد من الفعاليات والمناسبات الوطنية والاجتماعية، ومنها ذكرى اليوم الوطني، والاحتفاء باليوم العالمي للمتاحف الخاصة، وذلك من خلال فتح أبوابه أمام الجمهور بالمجان وتنفيذ العديد من الفعاليات الخاصة بتلك المناسبات طيلة أيام الأسبوع، تحت إشراف مكتب هيئة السياحة والتراث الوطني بالمحافظة، وضمن المشاركة المجتمعية للمتحف؛ بهدف توعية الزوار بوظيفة المتاحف في حفظ وصيانة وعرض التراث لمختلف الحضارات القديمة وبيان دور المتاحف في ترسيخ المعرفة بالتاريخ والجذور الحضارية والثقافية للأمم والشعوب.
وثمن الهدلاء تقدير الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة لمجهودات ودور أصحاب المتاحف الخاصة في العناية بالتراث الوطني وحفظ الإرث الحضاري، مؤكداً أن المتاحف الخاصة تلعب دوراً كبيراً في حفظ الآثار والتراث داخل المملكة والحد من سرقة وتهريب الآثار إلى الخارج.
وأكد أن الكثير من المسؤولين والمواطنين من جميع مناطق المملكة والمقيمين والبعثات الدبلوماسية من مختلف الجنسيات يزورون المتحف، مبيناً أنه يعرض القطع في المتحف في فترينات خاصة ويتم صيانتها بشكل دوري مع تأمين ومراقبة المتحف.
وقال: «نشأت لدي فكرة إنشاء متحف خاص منذ أن كنت صغيراً، حيث كنت أذهب مع والدي إلى حراج بن قاسم بالرياض الذي تباع فيه الأشياء القديمة والتراثية وأغلب الناس لا يعرف قيمتها، ولاحظت بعض «الخواجات» يشترون هذه الأشياء القديمة وكنت أتتبعهم وألاحظ ما يشترون، فبدأت أتيقن أن هذه الأشياء قيمة مع أنها تباع بأقل الأسعار.
وبدأت الجمع عام 1402هـ في المنزل، وفي عام 1413هـ تم استئجار محل على الشارع العام حتي 1422هـ وبعدها تم إنشاء المتحف بمساحة 14000م2، ويرمز إلى جميع حضارات العالم، بتكلفة أكثر من عشرة ملايين ريال، رغم أن المتحف منذ افتتاحه وحتى يومنا هذا لا أخذ أي رسوم من الزوار وهو مفتوح للجميع بالمجان».
وأضاف الهدلاء: «يضم متحف الصادرية عشرات الآلاف من القطع الأثرية بعضها عمرها 3000 سنة قبل الميلاد، ومن أهم القطع لوحة حجرية نادرة لهرقل الروم ولوحة حجرية لمملكة قتبان وعملات ذهبية وفضية أموية وعباسية من زمن عبد الملك عبد الملك بن مروان وعمر بن عبد العزيز وهارون الرشيد وصلاح الدين الأيوبي».