محمد آل الشيخ
القرآن الكريم نزل على الرسول -صلى الله عليه وسلم-، بلسان عربي مبين. وملالي إيران يدّعون أنهم شيعة مسلمون، وأنهم يجلون ويكبرون ويقدمون آل بيت الرسول العربي، ويزعمون أنهم من يمثلون الشيعة المسلمين في العالم، وأن مذهبهم هو المذهب الجعفري الإثني عشري (العربي)، كما أن دستور جمهوريتهم الإسلامية ينص على ذلك.. والسؤال الذي يطرحه هذا السياق: لماذا يتخذون موقفاً إقصائياً، وعدائياً وبشراسة، ضد من هو عربي، وضد تسمية مدن عربستان بأسماء مصدرها لغة القرآن الكريم؟.. وأنا لا أقول ذلك افتراءً عليهم، وإنما هذا ما تثبته أنباء الممارسات السلطوية، القادمة من الأحواز، التي كل سكانها عرب أقحاح، ومن قبائل عربية، أغلبها هاجرت منذ فجر الإسلام من الجزيرة العربية، واستقرت في تلك المناطق، التي كانت تتشكل منها دولة عربية مستقلة قبل أن تمنحها (بريطانيا) ظلما وعدوانا لإيران في عام 1925 كما هو معروف. والأحوازيون العرب هم شيعة المذهب، بمعنى أن ليس هناك سبب مذهبي يعزلهم عن بقية سكان فارس سوى عروبتهم، التي هي -أيضاً- عروبة آل بيت رسول الله، الذي يُقدمون نسله على ما عداهم من بقية المسلمين الشيعة، فلماذا هذا (التعنصر) ضد العرب والعروبة واللغة العربية، التي جاء الإسلام بها؟.
الدستور الإيراني يُقر أن إيران دولة تتكون من عدة قوميات، وتعطي إحدى هذه المواد حق احترام الخصوصية الثقافية لهذه القوميات، بما فيها اللغة، غير أن الملالي عند التطبيق، ومن خلال السلطات الحاكمة، لا تكترث بهذه المواد الدستورية، وتضع للمكون الفارسي، وثقافة الفرس، الأولوية على كل ما عداه من القوميات التي تشكل إيران. والواجب، بل والمفروض، أن تُشجع هذه الدولة، طالما أنها تدعي أنها إسلامية، اللغة العربية، وتسعى لانتشارها بين الإيرانيين، لأنها لغة القرآن، ولغة سلالة آل البيت، الذين يزعمون أنهم يتبعونهم، ويسيرون على أقوالهم ومنهجهم. بينما أن الواقع يقول عكس ذلك تماماً، بل إن هناك موقفاً عدائياً من عرب الأحواز، وممارسات مناوئة للغة العربية، وتدريسها، خاصة في مراحل التعليم الأولي، بغرض محوها تماما من الوجود، وتفريس ثقافة هذا الجزء السليب من العالم العربي.
ما تقدم، يثبت بالوقائع، أن تلك الجمهورية التي تقول إنها إسلامية، هي ليست سوى كيان فارسي، عنصري، يسعى لإعادة أمجاد فارس التي قضى عليها العرب، بدخول أهل تلك الأصقاع الإسلام منذ القرن الأول الهجري. أما الإسلام الذي يدعيه الملالي، أو دعني أسميه (التأسلم)، فليس سوى ذريعة، أرادوا منها استغلال العواطف الدينية، للتحكم في السلطة في إيران.
والجدير بالذكر هنا أن الملالي أبقوا على الأسماء الفارسية للمدن العربية التي ابتكرها شاه إيران المخلوع، وكان الأهوازيون يطمحون في ثورة الخميني (الإسلامية)، أن تُعيد لتلك المدن الأسماء العربية الأصلية القديمة، التي تواكب تاريخ أهلها الثقافي، لذلك كانوا -بالمناسبة- من ضمن الأقليات التي ساندت ثورة الخميني على الشاه، على أمل أن الخميني، ومعه حكومته المتأسلمة، ستعيد لهم ثقافتهم العربية المقموعة، لكنها أدارت لهم ظهر المجن، وواصلت سياسة (التفريس) التي بدأها الشاه قبل الثورة، بل كانت في ممارستها القمعية لكل ما هو عربي، تجاوزت ما كان يمارسه الشاه.
كما أن هناك علماء، بل ومراجع شيعية من الأهواز يتبعهم كثير من شيعة الخليج العربي، إضافة إلى شيعة الأحواز، تعرضوا لكل أساليب القمع، والإقصاء، والتعنصر، لمجرد أنه ينتمي للأحواز ومن أصول عربية.
وهنا أريد من عرب الشمال، الذين يساندون إيران، ويطبلون لها، أن يسألوا أهل الأحواز (الشيعة) كيف أن التماثل المذهبي لم يشفع لهم، من سطوة وعنصرية الفرس؛ فهذه الجمهورية، التي لا أشك لوهلة، أن مآلها للفناء، هي في حقيقتها (إمبراطوريةكسرى أنو شروان) يعتمر عمامة وعباءة ليس إلا.
إلى اللقاء،،،