د.عبدالله مناع
ما بين (العشرين) و(التاسع والعشرين) من هذا الشهر (يناير).. تدخل (مصر) إلى (معمعان) انتخاباتها الرئاسية (الثانية).. بعد ثورة الثلاثين من يونيه الحاشدة، التي أنقذتها من (مرسى) و(بديع) و(الجماعة) وأمميتهم في حكم مصر.. لتأتي لـ (مصر) بحكم خالص الوطنية والمصرية.. بعروبته، قاده بداية المستشار (عدلي منصور) رئيس المحكمة الدستورية العليا.. بأعلى درجات الشفافية والنزاهة، ومضى به في دورته الأولى : الرئيس عبد الفتاح السيسي: نجم ثورة الثلاثين من يونيه.. وبطلها الذي هتفت باسمه الجماهير وهى تنادي به (رئيساً) لمصر.. حتى قبل أن يعلن عن ترشيح نفسه!!
وهو ما فعله الرئيس عبدالفتاح السيسي هذه المرة أيضاً.. وإن كان موعد الترشح لما يأت بعد..!؟ وفقاً لـ (أجندة) الانتخابات الرئاسية التي أعلنها المستشار (لاشين إبراهيم) رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات: بين العشرين والتاسع والعشرين من يناير، والذي سيأتي بعده.. إجراء انتخابات المصريين في الخارج - ما بين السادس عشر إلى الثامن عشر من شهر مارس - ، لتبدأ في أعقابها: انتخابات المصريين في الداخل.. ما بين السادس والعشرين إلى الثامن والعشرين من شهر مارس.. ليتم الإعلان عن اسم الرئيس الفائز بـ (الدورة الثانية).. في الثاني من شهر أبريل القادم.. أي أن مصر والمصريين.. سيظلون في هذا (المعمعان) قرابة الثلاثة أشهر: من أواخر (يناير) إلى أوائل (أبريل).. ليتم الإعلان عن اسم (الرئيس)، والذي أرجو - مع ملايين المصريين والعرب -.. أن يكون هو نفسه: الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي تحمل الكثير من الأعباء والمخاطر في إزاحة (الجماعة) ورجعيتها وتخلفها عن حكم (مصر)، ثم قاد البلاد بأكثر من نجاح ملفت على أكثر من صعيد، لعل أوله: نجاحه في ملف (الوحدة الوطنية).. فقد اختفت في سنوات حكمه (نغمة).. هذا (مسيحي) وهذا (مسلم)!! وعادت مصر إلى (ستيناتها).. عندما كان الجميع (مصريين) : لا تدري من هو (المسلم) فيهم.. ومن هو (المسيحي) بينهم..؟ ولعل (ثانيها) نجاحه في مكافحة الإرهاب والإرهابيين الذي كان أحد أسباب انصراف السياح الأجانب عن (مصر).. وشتائها وآثارها، فقد حاربه بـ (الجيش) والشرطة ووعي الجماهير.. في داخل مصر وأطرافها الشرقية والغربية، ولعل (ثالثها) ملف التنمية: إن كان في توسعة (قناة السويس) أو إنشاء القناة (الجديدة).. بمردوده من الفرص الوظيفية و(النقد الأجنبي) على الخزينة المصرية.. أو في مشاريع (الإسكان)، الذي لم تغب صور مشاريعه وشوارعه وعماراته عن شاشات التلفزيون المصري.. لـ (محدودي الدخل) ولـ (معدومي الدخل) ، أو في مشاريع التنمية السياحية.. التي أخذت تعود إلى سابق أرقامها المليونية، إذ بلغ عدد السياح الأجانب - المدورين - في شتاء هذا العام ثلاثة ملايين سائح.. أما السياح (العرب)، الذين يحبون (مصر) طول الوقت.. فقد ظلوا بأعدادهم المعروفة، إذ لا غنى لهم عن (مصر) في صيفها وشتائها.. وفى شدتها ورخائها..!!
O O O
لكن (الانتخابات) التي تشكل لدى الأمم والشعوب الواعية.. مناسبة استحاق وطني، يمارس المواطنون خلالها حقهم.. في اختيار (رئيسهم) إن كانت الانتخابات رئاسية.. كما هي الحال في مصر الآن.. أو اختيار من ينوب عنهم في (البرلمان).. إن كانت الانتخابات تشريعية نيابية، وهي إن كانت لهذا أو لذاك فإنها.. تجرى عادة في أجواء من البهجة والسرور.. إلا في عالمنا العربي وبكل أسف.. حيث تحيط بها أجواء من التوتر والتنافس الحاد بين المرشحين وأنصارهم إلى حد إطلاق النار من جانب أحد أنصار هذا المرشح أو ذاك.. ليسقط عدد من القتلى والجرحى في كل انتخابات تشهدها الدول العربية، أما اليوم وقد أصبح (الإرهاب) و(الإرهابيون) طرفاً بـ (الإكراه).. في حياة الناس، وفي معظم المدن والعواصم.. فإن الانتخابات أصبحت فرصة ذهبية لـ (الإرهاب) والإرهابيين..، ليخططوا بـ (هدوء) ولينفذوا بـ (تؤدة) أعمالهم وجرائمهم الإرهابية في مراكز الاقتراع التي يحتشد فيها مئات أو آلاف المواطنين للإدلاء بأصواتهم.. إن كانت مدرسة أو معهداً أو كلية، فلا فرق عند هؤلاء الإرهابيين.. فـ (الهدف) لديهم، هو سقوط أكبر عدد من الضحايا.. وإدخال الرعب في نفوس البقية حتى يتهيب الناس من الذهاب إلى مراكز الاقتراع، فتضمر العملية الانتخابية.. وتبدو أرقامها هزيلة ترضي أحقادهم وتشفيهم..!!
إن هذا ما أخشى حدوثه.. من قبل أنصار (الجماعة) والمتواطئين معهم من (المؤلفة جيوبهم)! وهو ما يستوجب من الرئاسة والحكومة معاً.. أن تسترجعا الصورة التي أمكن بها ضبط الأمن في انتخابات 2014م السابقة.. في كل مدن ومحافظات مصر، والتي مضت رخاء.. بلا حادثة إرهابية واحدة.. لـ (استنساخها) وتطبيقها في انتخابات عام 2018م.
O O O
يقابل خطورة الإرهاب.. واحتمالاته قبل وأثناء إدلاء المواطنين بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المصرية القادمة.. خطر اندساس (مرشح) أو (مرشحين) من الجماعة لـ (الرئاسة) عند فتح باب الترشيح في العشرين - من الشهر الحالي - أو من (أنصارهم) أو من الذين يتعاطفون معهم، ويرددون حتى اليوم.. وبعد كل شناعاتهم: إن (الجماعة) ظلمت.. وأنها لم تعط الفرصة الحقيقية.. حتى وإن كانت فرص فوزهم أو فرص فوز أحدهم تكاد تكون معدومة.. إلا أنهم يحدثون - ما لا يطاق - من الشوشرة والضوضاء الإعلامية: فهم (شطار) كما يقولون.. في بيع الأكاذيب وترويج (البكش).. حتى ليبدوا في براءة ذئب ابن يعقوب يوسف عليه السلام.
فليست هناك كشوفات أو تحاليل طبية مخبرية يمكن اللجوء إليها.. لمعرفة ما إذا كان هذا (المرشح) من (الجماعة) أو ممن يلوذون بها من قريب أو بعيد.. حتى يتم استبعاده، فهؤلاء يجيدون.. التخفي : فهم حليقون.. يرتدون أكثر الملابس عصرية.. بل ويحمل بعضهم درجات علمية.
O O O
إلا أن هذه الدورة الثانية لانتخابات الرئاسة المصرية.. بكل معاناتها المحتملة، والتي يأمل العرب جميعاً أن تكون من نصيب الرئيس السيسي.. لأن (العرب) يحتاجونه في هذه المرحلة شديدة الاضطراب.. بمثل ما احتاجته (مصر) التي استرد لها بثورة الثلاثين من يونيه تاريخها وحضارتها وثقافتها.. فأخرست أصوات المتنطعين الذين كانوا ينادون بـ (تغطية) وجه )تمثال( أم كلثوم في حديقة الأوبرا.. مخافة (الفتنة)!؟
ولعل هذه المعاناة المحتملة.. على جانب آخر.. نقف إلى جانب المطالبين بتعديل فترة الرئاسة: فـ (الأربع) سنوات التي أقرها دستور 2014م.. تكفي بلداً كـ (ألمانيا) أو (اليابان).. ولكنها لا تكفي رئيساً مصرياً لينجز خلالها شيئاً ملموساً!.