من منا لم يحن للماضي الجميل!
من منا لم يفتش في اليوتيوب عن الأدوات القديمة التي كنا نستخدمها في الماضي!
من منا لم يشتق للحياة الحقيقية المفعمة بالحركة!
من منا لم يرد أن تكون تجمعات العائلة والأصدقاء خالية من الانعزال الفكري!
من منا لم يرغب بالأكل بما يملأ البطن دون إفراط أو تفريط!
قتلنا الحنين وأتعبنا التفتيش وأهلكنا الاشتياق وضَعُفَت إرادتنا ودمرتنا رغباتنا.
عشنا سجناء الأرواح بدون علم منا تنتظر أجسادنا المحاكمة بعيدة الأمد للخلاص.
نعشق الحرية في طفرة هذا التطور السريع في حين نحن سجناءٌ في الحقيقة؛ سجناء لهواتفنا.
مرت أعوام من أعمارنا لم نشعر بها كأنها بالأمس القريب، حياتنا أصبحت تعتمد على التصوير والإثبات، لا خصوصية في المنازل، تجمعات العائلة والأصدقاء لم تعد تثمر الترويح عن النفس والترابط، المضحك المبكي؛ أفراد الأسرة الواحدة لا يتشاركون الحديث إلا بعد انقطاع الإنترنت لأي سبب، لم نعد نسير على مثل كُل ما يعجبك بل أصبحنا نأكل على ما يعجب الناس ولو لم يناسب تركيباتنا الجسمانية؛ المهم أن نُري من خلف الشاشات التي لا تتجاوز طول الكف بأننا (فلة).
«لا بأس أن نستمتع بهذه النعمة العظيمة، البأس أن تكون أرواحنا لها رهينة».