البارحة يوم استمديت الأفكار
واستدرجن هاجوس فكري على الفور
اخذت لي في محور الكون مشوار
من هجعة الغافي إلى فجّة النور
رهجت أحاسيسٍ تناجت بالأسرار
منها وفيها وافر العرف ميسور
تواردن فكري بتعديد الأخبار
ودفعت زفرات الغضب عقب حاشور
زفرات مبليٍ تنكّس على الطار
لا سيطر الخاتم على روح مزيور
ضيّعت درب المعرفه والقدم حار
مما يخص الروح بالروح مقصور
روحٍ توقّد في جسدها لها بنار
يهزّها هز البراكين لصخور
باطرافها سهل الحمم مثل الأنهار
تثور مما يرهب العقل وتفور
لين الشجر حتّت ورقها والأثمار
النار ما خلّت لها عرق وبذور
عظايم التشبيه من عِظم الأضرار
ونار القلوب الصادقه مالها سور
أنا بدار وهافي الخصر في دار
دونه زمت جرد الجراهيد والقور
حبه جذب روحي على الشرق محدار
وامسيت دار اللِّي لها الروح ماسور
أرجي وأراجي وأترجَّي هل الدار
رجوى يهود ألمانيا وعد بلفور
لو المدى بعد المسافه والأقطار
جيته لو أنه من ورى شط لاهور
من دافع الواقع ومكتوب الأقدار
لازم يجي لو قلت للنفس حاذور
جابتني القدره على غير ما اختار
يزعلني أغلى غاليٍ يبدي الشور
كنّه يحش عروق قلبي بمنشار
لا قال ما عند خبر قلت مجبور
قال أي أساس وقلت تأثير تيَّار
والناس كلٍ له من العرف مقدور
** **
- فلاح بن مبرد الحميداني