د. عبدالحفيظ عبدالرحيم محبوب
الحدث الأكبر في 2018 تحويل شركة أرامكو إلى مساهمة برأسمال 60 مليار ريال مقسم إلى 200 مليار سهم وهي خطوة مرحلية في التحولات الاقتصادية المفصلية بالسعودية. خطة التحول الاقتصادي في السعودية أبهرت كل الأوساط الاقتصادية الدولية، خصوصاً وأن طرح أرامكو سيجعل 2018 من الأعوام العالقة في أذهان الاقتصاديين في العالم.
التحولات الاقتصادية في السعودية مبشرة للغاية وتهدف إلى إضفاء عناصر القوة والمرونة الاقتصادية من خلال تنويع الموارد وتقليل الاعتماد على النفط الخام، فخصخصة أرامكو يأتي في توقيت جيد من عمر السوق، حيث تعافت الأسعار وتراجعت المخزونات كما تم قطع شوط طويل نحو تحقيق علاقة متوازنة وصحية بين العرض والطلب.
تحويل شركة أرامكو إلى شركة مساهمة هي خطوة تحضيرية مهمة وستعزز الشفافية في الطرح، وهي جزء مهم من هذا التحول الاقتصادي الذي تقوده الدولة في تخفيض حصة عائدات النفط من مجموع الدخل القومي إلى أقل من 50 في المائة، وسيشكل ذلك انخفاضاً كبيراً بالنظر إلى النفط الذي كان يمثل أكثر من 90 في المائة من الإيرادات قبل ثلاثة أعوام في 2014 وحتى الآن تبلغ عائدات النفط ثلثي الدخل.
التنويع الاقتصادي هو الهدف الكبير والنهائي للاقتصاد السعودي وتدرك الدولة أن التنويع يستغرق وقتاً طويلاً قبل أن يؤتي ثماره، وتحويل شركة أرامكو إلى شركة مساهمة خطوة مرحلية في التحولات الاقتصادية المفصلية ستؤدي إلى زيادة العائدات وتسريع عملية التنويع الاقتصادي بل ستقود الشركة عجلة الخصخصة وفق المعايير الدولية التي تعتمد على الشفافية.
ما يدور في شركة أرامكو خصخصة جزئية لأرامكو منها آليات التنفيذ ومدى توافر عناصر الشفافية والإفصاح في كل جوانب عمل الشركة وتحويلها إلى شركة مساهمة يجعلها تحت مطرقة المحاسبة وتحقيق مستوى عالي من الشفافية خصوصاً وأنها تعتمد على تعدد الأسواق من أجل تطبيقه على بقية الشركات الكبيرة والناجحة كخطوة لاحقة.
لدى شركة أرامكو مقومات كبيرة لتكون قيمتها السوقية أضعافاً مضاعفة عن مثيلاتها من حيث القيمة السوقية كشركة أمازون وآبل وتويتر وفيسبوك وغيرها من الشركات النفطية العالمية أي أن السعودية تقتحم الأسواق العالمية وستكون شركة أرامكو من الشركات العابرة للقارات من حيث القيمة السوقية.
تبنت شركة أرامكو قبل الطرح وقبل أن تتحول إلى شركة مساهمة خطط تطويرية وتنويعية لتصبح شركة شاملة لكل موارد الطاقة، وهي تسعى لوضع خطط لشراء أصول رئيسية في صناعة الغاز الطبيعي في ظل اتجاه الدولة نحو تحويل معظم الإنتاج السعودي إلى صناعة البتروكيماويات التي تنمو بشكل سريع وهي أقل تأثراً بذبذبة الأسعار وفي نفس الوقت ذات قيمة مضافة عالية وتخلق فرصاً وظيفية.
وصدور قرار مجلس الوزراء بتحويل شركة أرامكو إلى شركة مساهمة برأسمال 60 مليار ريال مقسمة على 200 مليار سهم وبدون قيمة اسمية طبقاً لنظامها الأساس اعتباراً من الأول من يناير 2018 خصوصاً وأن الدولة خفضت نسبة الضريبة على الشركات العملاقة الحكومية إلى 50 في المائة بدلاً من 85 في المائة سيعزز نجاح الاكتتاب لشركة أرامكو.