موضي الزهراني
تعد جمعية حماية الأسرة الخيرية بجدة من المؤسسات الأهلية التي تعمل على حماية حقوق المرأة والطفل وذوي الاحتياجات الخاصة من العنف بأشكاله المختلفة. وتهتم بتقديم خدمات مختلفة للأسر التي تعاني من العنف، وذلك بالتعاون مع الجهات الرسمية ذات الاهتمام بهذه القضية، لها رؤية جداً عميقة «تحقيق الأمان الأسري في المجتمع» ورسالة أعمق «المساهمة في تحقيق الأمان الأسري من خلال برامج دعم وتأهيل للحالات المعنفة ومبادرات توعوية للمجتمع بشراكات فاعلة وكوادر متخصصة» تأسست عام 1429هـ وتشمل خدماتها منطقة مكة المكرمة، وتدرجت في خدماتها وتطورت حتى لامست الاحتياج الأساسي للأسر المُعنفة من تقديم للخدمات الرعوية كمثل الاحتياجات الأساسية لبعض الأسر المحتاجة، وخدمة الإيواء بالتعاون مع دار الحماية في المنطقة وذلك لإبعاد الضحية عن المعتدي حتى يتم إصلاح أمرها، إلى تقديم البرامج الثقافية والتوعوية المختلفة للأسر بمختلف أعمار أفرادها، وتقديمها لورش عمل مختلفة تسهم في رفع مستوى العاملين مع حالات العنف الأسري، وكذلك في رفع مستوى الأسر وثقافتهم الحقوقية. لها مشاركتها المختلفة في بعض المؤتمرات واللقاءات العلمية والتي تعد بوابة مهمة للجمعية لكي توثق من علاقاتها مع شركاء النجاح في منطقتها.
وتحفل الجمعية أيضاً بمشاريع متميزة منها برامج الدعم والتأهيل التي تركز على الدعم النفسي الاجتماعي والقانوني للحالات مما يسهم في وجود مخرجات مثمرة لجهود الجمعية، حيث أن الكثير من الحالات لم تتعرض للعنف وهضم الحقوق إلا بسبب جهلها وعدم وعيها الحقوقي!
ومن الإنجازات التي حققتها الجمعية مؤخراً إصدارها مجموعة قصصية من ثلاث عناوين هي «رحلة إلى المخيم ـ صانعة الحكايات ـ فرسان القصر» وبسعر رمزي بسيط 50 ريالاً فقط، هذه المجموعة موجهة للأطفال وتتناول تثقيف الطفل ليكون قادراً على حماية نفسه من التحرش الجنسي! وتعد من ثمرات برامج الدعم والتأهيل في الجمعية الموجهة للأطفال والتي من أهمها «مشروع طفل واع» الذي يهدف إلى توعية الطفل بحماية نفسه من التحرش الجنسي وتوعية البيئة المحيطة به من الوالدين والمعلمين! فالتحرش الجنسي من أقسى أنواع العنف وقعا على الأطفال الذين لا يدركون أبعاد السلوك الجنسي للمُتحرش، ولا يدركون أثر هذا الاعتداء المُبطن الذي لا يأتي إلا من تحت ستار وغواية، وهذا بالتالي يسبب صدمة نفسية وانتكاسة أخلاقية للطفل المعتدى عليه خاصة عندما لا يتقبلون الأهل الاعتراف بما حدث والسعي عاجلاً لعلاجه عند ذوي الاختصاص في الطب النفسي! فالجمعية تُشكر جداً على هذه المبادرة التثقيفية في جانب حساس من العنف الذي يتعرض له أطفال أبرياء قد لا يملكون القدرة على الدفاع عن أنفسهم وستسهم بلاشك في الحد من توارث هذا السلوك الاجرامي بحق الأطفال!