«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
يشعر المنتمون للوسط الرياضي السعودي بهدوء كبير يكاد يكون فيه الاتفاق أقرب بدلا من المشاحنات والتصادمات على كافة المستويات «إدارات أندية.. مدربين.. لاعبين.. إعلام.. جمهور»، ففي الوقت الذي كانت لا تمر فيه جولة واحدة من جولات الدوري السعودي إلا ونسمع أصواتا تنتقد حال «التحكيم المحلي»، وترمي جل خساراتها عليه! وقد يكون معهم حق في بعض الأحيان لسوء أداء الحكام المحليين، ولكنهم الأكيد بأنهم لن يكونوا على حق دائماً.
اليوم ونحن ننهي في الجولة السابعة عشرة، أصبح الوضع أكثر هدوءا واستقرارا على كافة المستويات، ولولا قرار معالي رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ الذي فتح باب الطواقم التحكيمية الأجنبية لما شاهدنا الهدوء الذي ينعم به الوسط الرياضي، فقد حل آل الشيخ بهذا القرار أكثر مشاكل الوسط الرياضي وانفعالاته، وربما يقضي على مشاكله بشكل تام بعد أن تمت الاستعانة بالاسترالي جيمس كيتشينغ كرئيس للجنة الانضباط التي كانت بجانب لجنة الحكام أهم لجنتين يدور حولهما اللغط، وكانتا سببين مهمين في إثارة تعصب الوسط الرياضي واحتقانه، ويبدو بأن معالي رئيس هيئة الرياضة قد عرف ذلك واستخدم الحل الأمثل لقطع دابر الانفعالات، والحد من التعصب.
وإن كان هنالك «ثلة متعصبين» لا زالوا يشككون في الحكام الأجانب، فصنف يتهمهم بالوقوف مع فرق ضد أخرى، وهذا كلام لا يتفوه به إلا جاهل ولا يقبل به إلا معتوه، فكيف لأصحاب العقول أن تصدق بأن حكما أجنبيا جاء ليساعد فريقا...!؟ ولماذا يفعل ذلك..!؟ وهل المؤيدون لهذه «الخزعبلات» لديهم دليل على ما يقولون..!؟ بينما الصنف الآخر يحاول جاهداً زرع فكرة أن الحكام الأجانب لهم أخطاء كوارثية، ويساويهم بالحكام المحليين، وهو بذلك يحاول أن يعود الحكام المحليون كما كانوا، ومثل هؤلاء يتحدثون بالميول والعاطفة أكثرمن الواقع.