عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) ساد الفرح والتفاؤل كل منتمي لنادي النصر من منسوبين أو أعضاء شرف أو لاعبين والجماهير، لقد كانت فرحة عارمة تبادل خلالها الجميع التهاني والتبريكات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفي اللقاءات المباشرة، وهذا ليس من باب المبالغة فقد شاهد الجميع ردة الفعل التي حدثت من الكل بعدما غرد رئيس النادي المكلف سلمان المالك عن عودة الأمير خالد بن فهد للوقوف والدعم لناديه ومعشوقه.
والحقيقة كانت بشرى وفرحة غير عادية ولن أبالغ إن ذكرت أن عودة سموه تساوي بطولات وليس بطولة واحدة أو اثنتين لنادي النصر وجماهيره، فما نعرفه عن سموه من حب وعشق للكيان والدعم الكبير والتضحيات التي يقدمها يجعلنا لا نستغرب حجم الفرحة التي كانت معبرة إلى درجة كبيرة من الجميع، ورغم أنني لم يسبق أن تشرفت بلقائه، إلا أن ذكره الطيب يجول ويصول في أرجاء المعمورة في الداخل والخارج، وقد ذكر لي أحد الأصدقاء المقربين مني جدا والذي يتواجد في إحدى الدول الأوروبية لعمله الرسمي وهو يعرف سموه جيداً ودائما ما يثني عليه، ذكر لي سمو أخلاقه وكرمه وحبه لعمل الخير وسعة صدره، وسبق أن ذكرت ومن خلال هذا المقال عندما رحل سموه أن رحيله كارثة وحلت واليوم ومن بعد عودته أقول قام عزك يانصر وبقي الدور على الإدارة المكلفة وقيامها قدر المستطاع بعمل توازن في تسيير أمورها ومعالجة الأمور بهدوء واتزان.
كلنا ندرك التركة الضخمة والتراكمات الجسيمة التي خلفتها الإدارة السابقة والمديونيات غير المسبوقة، ويبقى دور الجمهور والمحبين والعاشقين للعودة من جديد ومساندة النادي على مختلف الأصعدة وليس اختزال وانحصار الوقوف مع فريق كرة القدم الأول ولاعبيه، فالكل بحاجة للوقوف والمساندة واليوم يومكم يا جماهير الشمس بعدما زالت الغيمة أو أزيلت وأبعدت، وهنا يجب تقديم الشكر والامتنان لرئيس الهيئة العامة للرياضة وجميع العاملين لوقوفهم مع جميع الأندية دون استثناء ومحاولة تصفية الأجواء والتوجه لجعل العمل نموذجي ومؤسساتي بعدما أعفي أكثر من أربع إدارات أندية ليكون العمل أكثر تنظيماً وبعيدا عن العشوائية والاجتهادات الخاطئة، فالله الله يدا بيد لأجواء رياضية ممتعة يسودها الحب والتنافس الشريف والنقي بين أبناء الوطن الواحد في السعودية العظيمة.
نقاط للتأمل
- الدعم الكبير الذي وجدته الأندية من هيئة الرياضة جعلتها تسارع لإبرام التعاقدات والصفقات الجديدة قبل إقفال فترة التنقلات الشتوية ولكن ماذا عن مشاكلها ومديونياتها والمطالبات التي عليها من عدة جهات من سيتكفل بحلها؟ إذا لم تستغل إدارات الأندية الدعم الحاصل لها في حل مشاكلها فسيكون وضعها صعبا في وقت قريب وليس ببعيد كما يتصور البعض.
- بزيادة عدد اللاعبين الأجانب من ستة لاعبين إلى سبعة دون وجود مبرر مقنع حتى ولو كان السابع حبيس دكة البدلاء ولكن الزيادة إلى هذا العدد وهو مرشح لأن يصل إلى ثمانية لاعبين، أمر غير جيد للاعب السعودي وقتل للمواهب السعودية والمواليد على حدٍ سواء، حيث تقلصت فرصة وجود خانة لهم خاصة إذا ما أدركنا أن كل مدرب حريص على إشراك اللاعبين الأجانب، فبالتأكيد له رأي في إحضار البعض منهم واتحاد اللعبة مسئول مسئولية كاملة عن جميع الخطوات التي يتخذها ويقرها دون استشعار أو أخذ العناية باللاعب المواطن والذي يعتبر ركيزة للمنتخبات الوطنية بمختلف مستوياتها.
- ارتفع مستوى التفاؤل لدى جميع النصراويين بإدارة ناديهم المكلفة والتي كان أول بشائرها عودة الداعم الأول والرجل المحبوب لدى كل النصراويين، واليوم وإدارة النادي تعمل على إنهاء عدد من الصفقات لصالح الفريق الأول لكرة القدم لتعزز كثيرا من المراكز، كما يجب عليها أن تعمل على التخلص من عدد كبير من اللاعبين الأجانب والمحليين والذين أرهقو خزينة النادي وتسبب معظمهم بمشاكل للنادي دون أي مردود إيجابي، وكذلك عدم تجاهل المديونيات الحالية والمشاكل العالقة التي قد تهوي بالفريق والنادي إلى ما لا يحمد عقباه في أي لحظة.
- يسود دوري المحترفين السعودي متقلبات ومستويات غير مسبوقة وليست مفهومة، فجميع الأندية دون مؤشر ثابت وأشبه بالترموميتر، فها هو الهلال يتهاوى من مباراة لأخرى ولا زال المتصدر، والأهلي يخسر لقاء ويفوز بالخمسة في لقاء آخر والاتحاد حبه فوق وحبه تحت والنصر يفوز على الأهلي ويخسر من الفيحاء والشباب يرجع ويقلب تأخره لفوز على الاتفاق الذي تميز هو الآخر ثم تراجع، ولم يكن مقنعاً لحد ما سوى الفيصلي والبقية لك الله يا أقوى دوري عربي سابقا أما الآن لا أعتقد.
خاتمة:- المال يجلب لك أصدقاء المصلحة والجمال يجلب لك أصدقاء الشهوة أما الأخلاق فتجلب لك أصدقاء العمر، وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.