{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، الموت واحد والأسباب متعددة قال سبحانه: {أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ} ولا شك أن الصلاة واتباع الجنائز وحضور دفنها فيها مواعظ وفى ذلك أجر عظيم والكثير ممن يحضر دفن الجنائز يدرك الأخطاء التي تقع أو تحصل من البعض سواء أثناء إدخال الميت لحده والبناء عليه أو أثناء ما يُنهل عليه التراب بعد ذلك حتى وضع النصايل على طرفيه، فحينما ينشغل من هم بداخل القبر في البناء على الجثة تسمع التوجيهات ممن هم جلوس على مشارف القبر فتسمع هذا وذاك يقول لمن داخل القبر خذ هذا وسد تلك الفتحة وعدل تلك اللبنة إلى آخر التلقفات. يا ناس يا ملاقيف اصبروا حتى تتيقنوا أن هؤلاء يعتبرون أن الموضوع قد انتهى بعد ذلك ابدوا ملاحظاتكم لهم ليستدركوها قبل الدفن، ولا شك أن من عنى بهذا لو لم يعرف واجباته لما نزل بالقبر، فلم إسداء التعليمات والتوجيهات وكأن الآخر للتو يتعلم تلك المهنة، دعوهم فهم أدرى بما يجب أن يفعلوه هذه واحدة والأخرى عند انهيال التراب فى القبر كل يريد أن يشارك فهذا يحمل معولاً والآخر مسحاة والثالث كريكا والرابع بيديه حرصا على الاشتراك بالأجر جزاهم الله خيرا، ولكن في الغالب أن هذا التراب مملوء بالحجارة مما يصعب سحبه إلى القبر فلا تسمع إلا صريخ ضرب الأحجار بالمعاول والفؤوس دون أن يحرك ساكنا فتبذل جهود مضنية من البعض من أجل الدفن مما يستغرق وقتا طويلا، وأمانة مدينة الرياض ما قصرت فقد وفرت الكثير من مستلزمات المقبرة من حفر للقبور ومن تجهيز اللبنات ومن توفير الخرسانة ومن الإضاءة أو الإنارة والماء فللعاملين بها وللمسؤولين عن المقابر جزيل الشكر والتقدير، وحري بهم أن يكملوا ما يلزم وهذا يتمثل بتوفير شيول صغير ليستخدم بالدفن حتى لا يبقى سوى تسنيم القبر وهذا يتم بالأيادي. أرجو أن لا تألو الأمانة جهدًا بتوفيرها سائقًا ليريحوا الناس من العناء ويختصر عليهم الوقت أتمنى أن يتم ذلك بأسرع وقت ممكن. أما الأمر الثالث يخص التعزية فمن حيث التعزية فلا نزال غير منظمين فأحيانا تجد أهل الميت موزعين هنا وهناك فيتشتت المعزون هنا وهناك، فيا حبذا لو اجتمعوا وفى مكان واحد ليحظى المعزين بتعزية الجميع كما نرى هذا الوضع لدى البعض ومن الجنسيات الأخرى أيضا رحم الله أمواتنا وأموات المسلمين وأحسن عزاء ذويهم ومحبيهم.