المملكة العربية السعودية، الدولة الأكبر بين دول الخليج العربي بمساحة تصل إلى أكثر من 2 مليون كم مربع، وتعد المملكة عضواً في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية، والأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز، ورابطة العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجموعة العشرين وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية، ومنظمة الدول المصدرة للنفط، أسّس محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى (إمارة الدرعية) في عام 1744، واستمرت هذه الدولة حتى عام 1818 تبعتها الدولة السعودية الثانية (إمارة نجد) في عام 1818، واستمرت حتى عام 1891 ثم أسس عبد العزيز ابن سعود دولة سعودية ثالثة في عام 1902، وأصبحت لاحقًا سلطنة نجد، ثم بعد ذلك مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى أن أصبح اسمها المملكة العربية السعودية بعد توحيد جميع أراضيها في كيان واحد، وكان ذلك في عام 1932 استخدم اسم «سعوديين» لأوّل مرّة في المراسلات البريطانية للإشارة إلى قوات ابن سعود والرجال التابعين له، وفي العام 1932م تمّ عقد اجتماع في الطائف ضمّ العلماء والأعيان وجمع كبير من المواطنين ورعايا المملكة، وتم في هذا الاجتماع التوصّل إلى ضرورة تغيير الاسم من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى اسم يظهر الدولة كوحدة واحدة، فتم الاتفاق إلى اعتماد اسم المملكة العربيّة السعوديّة.
تلعب المملكة العربية السعودية دوراً مهماً في العالم العربي، إذ إنها تحولت من بلد صحراوي غير متطور إلى واحد من أغنى بلدان المنطقة بفضل ثروته النفطية الهائلة.
ويعود نفوذ السعودية إلى حجمها الكبير (إذ تتجاوز مساحتها ضعف مساحة فرنسا وألمانيا مجتمعتين وأكثر من ضعفي مساحة مصر)، وإلى مكانتها لوجود أهم المقدسات الإسلامية فيها، إضافة إلى موقعها المهم كمنتج للنفط، إذ تمتلك ربع الاحتياطي العالمي المعروف للنفط الخام.
أدركت المملكة العربية السعودية مكانة وأهمية المتاحف, كونها من أهم المؤسسات الثقافية التي من خلالها يتعرف الناس على الموروث الثقافي للشعوب والعادات والتقاليد، فضلاً عن رسالتها التربوية والتعليمية والتثقيفية, إلى جانب دورها في تنمية روح الانتماء للوطن. ولذا فإنها أولت أهمية كبيرة للمتاحف كونها تشتمل على معلومات تاريخية وحضارية، كما تلعب المتاحف دوراً هاماً في التعريف بالبعد التاريخي والحضاري للمملكة العربية السعودية، وما تمتلكه من مخزون تراثي وما تقوم عليه من حضارات متعاقبة, وتعكس المشاركة الفاعلة لإنسان هذه الأرض عبر العصور في صنع التاريخ الإنساني، ودوره في الاقتصاد العالمي عبر العصور والتأثير في الحضارات انطلاقاً من الموقع الجغرافي المميز للجزيرة العربية التي كانت محوراً رئيساً ومجالاً للعلاقات السلمية والثقافية والاقتصادية بين الشرق والغرب، وجسراً للتواصل الحضاري بينها.
ومن المواقع الأثرية ضمن لائحة التراث العالمي اليونيسكو:
- مدائن صالح: تقع وسط سلسلة متواصلة من الجبال المترابطة ومجموعة من المنحدرات الصخرية، وهي ثاني أهم عمران أنباطي بعد البتراء.
- الدرعية التاريخية: كانت تعتبر العاصمة لدولة السعودية الأولى، وكانت تعكس القوة والشموخ للمكان، ويبرز فيها العديد من المقومات السياحية، مثل: مقر الحكم والأسرة الحاكمة، وهو واحدٌ من المواقع التراثية على مستوى العالم أجمع، ففيه العديد من البنايات الخلابة التي تعكس الفن الهندسي الأصيل، كما وتضم قصر السلوى والعديد من المباني الضخمة المبنية من الطين.
- جدة التاريخية: وهي تشكل متحفاً يروي حكاية تاريخ جدة بصورة حيةٍ للزائر، فتضم مجموعة ضخمة من المناطق الأثرية التي تعيد الزائرين للوراء ليشهدوا الأزمنة والتواريخ التي مرت بها هذه المنطقة العريقة، ومن أهم المناطق الأثرية فيها: سور جدة، العديد من الحارات من أزمنة مختلفة، العديد من الأسواق القديمة والمساجد الأثرية.
أهم معالم المملكة العربية السعودية هي الكعبة المشرفة، فهي وجهة ملايين المسلمين في صلواتهم، وإليها يطوفون في حجهم، وتهوى أفئدتهم وتتطلع الوصول إليها من كل أرجاء العالم. وهي أيضاً البيت الحرام، وسميت بذلك لأنّ الله حرم القتال بها، ويعتبرها المسلمون أقدس مكان على وجه الأرض.
أما بالنسبة للثقافة السعودية فتمتاز بالثوب الذي يعتبر الزي الرسمي للمواطنين السعوديين بالإضافة للشماغ والعقال، كما ويفضل البعض إضافة البشت أو المشلح لما سبق في بعض المناسبات، أما بالنسبة للنساء في السعودية فيمتاز لباسهن باحتشامه والتزامه بتعاليم ديننا الحنيف، حيث تلتزم المرأة بلبس العباءة والنقاب.
سعت المملكة إلى توثيق العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة، فكانت سياسة المملكة الخارجية مبنية على وضوح الهدف والثبات على المبدأ ومناصرة الحق، انطلاقاً من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي قامت عليه أركان هذه الدولة وهو القاعدة التي انطلقت منها نهضتها وأمنها ورخاؤها. فقد حرص الملك عبد العزيز على مد جسور التعاون والتقارب وتعزيز الروابط مع الأشقاء العرب، وسعى إلى توحيد صفوفهم وجمعها ولمّ شملهم وحل خلافاتهم بالتشاور فيما بينهم والاتفاق على الأهداف الأساسية التي تضمن لهم تحرير أراضيهم وصيانة حقوقهم ومكتسباتهم.
وتشهد المملكة رخاءً وتقدماً اقتصادياً ملموسين في جميع مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية، أنتجت تحسناً ملموساً في جميع مؤشرات التنمية البشرية مثل مستوى المعيشة، والخدمات الصحية والتعليمية، والأحوال البيئية، وكذلك إمكانيات التنمية الشاملة.
إن عظمة الأمم تقاس بمدى ما حققته من إنجازات ملموسة على أرض الواقع وليس بالشعارات و أدبيات التنظير المختلفة، وتعد المملكة العربية السعودية بحق متفردة في هذا الشأن بين نظيراتها من الدول الحديثة. فقد قيض الله سبحانه وتعالى لها قادة مخلصين من أبنائها منذ عهد المؤسِّس الملك عبد العزيز، الذين تم على أيديهم ما نلمسه ونعيشه وننعم به من استقرار ورخاء وأمان و نهضة تنموية شاملة في مناحي حياتنا الاقتصادية والاجتماعية والفكرية.