د. خيرية السقاف
تأكدنا بالفعل أن شرخاً في المعرفة..
وأن الذين ينظرون للناس شذراً هم في دائرة النظرة ذاتها..
وأن الأنوف العالية لا محالة ستنخفض, ولو لربط الحذاء..
نأكدنا أن ليس كل «خزان» مياه نظيفاً كما ينبغي, أو صفْواً كما لا بد..
تأكدنا تماماً أن الذين أفواهُهم مطبقةٌ شِفاهُها, تثرثر أناملُهم بما يقولون..
وأن ثرثرتهم تغور في المسرى, تحط حيث الدهشة, ومنازل الحسرة..
كما تأكدنا يقيناً أن جُدُراً قصيرة لصيقة, قد تكون بعيدة, وضاربة في العلو كثيرا..
وأن كثيراً ممن يعيشون في النعيم, أشقياءُ محرومون..
كما تأكدنا أن الكلاب لا تضل مكبَّات النفايات إن حُرِمت أطباق الوجبات..
وأن الحمار ليس أقل حظاً من الزرافة, ولا خُلواً من جناح الطاووسِ في حضور الأغبياء..
تأكدنا أن زهور الأوركيد, ليست أفخم من زهور الياسمين..
ولا محاجر العيون أندى من ظهور القبور..
تأكدنا أن القطار ليس أسرع من السلحفاة, ولا الرياح أعتى من الغضب ..
كذا تأكدنا أن القلوب ليست منازل الحب على الإطلاق, ولا محطات بقاء..
وأن الفرح ليس كميناً للحزن, ولا الفشل تربة للخيبة..
إضافة, تأكدنا بأن المنتَظَر ليس امتداداً لما مضي,
وأن المُنْتهِي ليس سُلَّمةً للمستَشرَف..
كذلك تأكدنا أن الجذور ليست كلها تنوف,
وأن الفنارات ليست جميعها علامات..
تأكدنا أن الشلال يوماً ينقطع, والجدول حتماً يجف..
تأكدنا أن المحصلة ليست غاية, وأن البقاء ليس هدفاً..
وإن النضوب لا يعتري الأحلام في المكنون
وأن الأحلام في الثابت لا تأخذُ إلى اليقين ..!!